بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 أبريل 2010

مسن هندي "لا يأكل ولا يشرب منذ 70 عاماً ولايزال حي

بسم الله الرحمن الرحيم

يدرس فريق من العلماء بالجيش الهندي حالة مسن، 77 عاماً، زعم أنه لم يتناول أي طعام أو شراب منذ 70 عاماً.
وحسب ما اوردت السي ان ان، يمكث براهلاد جاني، في منطقة معزولة بمستشفى ستيرلينغ العسكري في مدينة "أحمد أباد" بولاية كوجرات، حيث يخضع لمراقبة دائمة من قبل علماء من "منظمة تطوير الأبحاث الدفاعية" بالجيش.
وتعتقد المنظمة، التي يعمل علمائها على تطوير طائرات دون طيار، وصواريخ باليستية عابرة للقارات، وأنواع جديدة من الصواريخ، أن دراسة الأسلوب الذي اعتمده جاني للبقاء على قيد الحياة طوال سبعة عقود دون طعام وماء، قد يتم استخدامها للحفاظ على حياة الجنود، وفق صحيفة "إنديا إكبريس."
وقال د. سودهير شاه ، إخصائي أعصاب: "المراقبة من هذه الدراسة قد تلقي الضوء على كيفية بقاء الإنسان من دون طعام وماء، مما قد يساعد في وضع استراتيجيات للبقاء على قيد الحياة خلال الكوارث الطبيعية، وفي الظروف الاستثنائية مثل الرحلات الاستكشافية خارج الأرض مثل البعثات في المستقبل إلى القمر والمريخ. "
وحتى اللحظة، أمضى جاني ستة أيام دون تناول طعام أو شراب فيما قال أطباؤه أنه لم يظهر عليه أي تأثير بالجوع أو الجفاف.
وقال أحد المختصين: "إذا صحت مزاعم، فسيكون هذا اختراقاً للعلوم الطبية.. سيمكننا من مساعدة البشر أثناء الكوارث الطبيعية."
ويزعم جاني أنه غادر منزل عائلته في سن السابعة حيث هام على وجهه كرجل دين، في منطقة "راجاستان"، يمتلك قدرات روحانية للعيش، زعم انه اكتسبها من "آلة" تسكب إكسير في حلقه مباشرة، وهي مزاعم دعمها طبيب هندي، مختص في دراسات حول أشخاص يزعمون قدرات خارقة.
ويواصل العلماء مراقبة حالة جاني لمدة 15 يوماً آخرى، حيث يتوقعون أن تظهر عليه خلالها مظاهر جفاف خطيرة ونقصان في الوزن وإرهاق يليه فشل الأعضاء.
ويذكر أن معظم البشر لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة دون طعام لمدة 50 يوما، وأن أطول فترة سجلت لإضراب عن الطعام كانت 74 يوماً.
ووفقا لشاه سودهير الدكتور الذي فحصه في عام 2003 ، أمتنع الكهل عن الطعام والماء لمدة عشرة أيام، قام جسمه بإعادة امتصاص البول الذي تشكل في مثانته، وهو ما شكك فيه البعض بعد أن انخفض وزن جاني قليلاً بعد نهاية التجربة.

الضفادع ينفخون أجسامهم لمنع التحرشات الجنسية!!

بسم الله الرحمن الرحيم

كل حيوان لديه طريقة معينة للدفاع عن نغسه من المخاطر التي تواجهه. واناث الضفادع الكبيرة في وسط وجنوب اميركا لديها طريقة غريبة وربما فريدة بين الحيوانات عموما، وهي تقوم على اخافة الاشخاص الذين يقتربون منها في اي لحظة من اللحظات، وذلك من خلال نفخ جسمها الى حجم مضاعف، بحيث تبدو للوهلة الاولى حيوانات كبيرة ومخيفة.
وكان العلماء يعتقدون في السابق ان هذه الوسيلة، انما تنحصر فقط في اطار اخافة الغرباء ومنعهم من الاقتراب من هذا الحيوان، لكنهم في الآونة الاخيرة قد اكتشفوا ان مثل هذا الاحتمال ليس وحيدا، وانما هنالك هدف آخر لدى هذا الحيوان، وهو لا يعني البشر اوالحيوانات الاخرى المفترسة، وانما يعني ذكور الضفادع المغامرة.فهذه الذكور تحاول متابعة الاناث واصطيادها وارغامها على ممارسة الجنس معها، اي بعبارة اكثر دقة "اغتصاب الاناث"، لكن هذه الاناث لا تقبل باي ذكر من هؤلاء، فتقوم دفاعا عن نفسها بنفخ جسمها حالما تشعر بالخطر من الاعتداء الجنسي او التحرش الجنسي، لكي تبدو اكبر من الذكر، مما يجعله يخاف وينسحب او يهرب دون تحقيقه اهدافه.

نكتة أزعجت اليهود ودفعت رئيس الأمن للاعتذار

بسم الله الرحمن الرحيم

لمجرد نكتة صغيرة عن اليهود قامت الدنيا ولم تقعد، ولكن عندما يساء للأنبياء ويتهكم على الدين لا أحد يحرك ساكنًا ولا حتى يقدم اعتذار صغير ويقال حرية التعبير عن الرأي. فقد اعتذر مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز عن نكتة رواها في خطاب الأسبوع الماضي، وأزعجت عدداً من اليهود في إسرائيل والولايات المتحدة.
تمنى لو انه لم يتفوه بالنكتة المرتجلة وروى جونز، أمام معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، نكتة مطوّلة عن مقاتل من طالبان ضلله تاجر يهودي في أفغانستان، وقد ضحك عليها الجمهور، إلاّ أنها أثارت انزعاج العديد من الأوساط الإسرائيلية واليهودية المحافظة.
وقال جونز، في بيان، "أتمنى لو أني لم أتفوّه بهذه النكتة المرتجلة في بداية ملاحظاتي. أعتذر لكل من ضايقته النكتة". وتروي النكتة أن عنصراً من طالبان ضلّ طريقه في الصحراء وأخذ يبحث عن الماء إلى أن وصل إلى متجر يهودي وطلب منه أن يسقيه، لكن الأخير قال له أن لا ماء لديه، واقترح عليه بدلاً من ذلك أن يبيعه ربطة عنق.
ويروي جونز أن العنصر إياه بدأ كيل الشتائم والصراخ في وجه البائع الذي اقترح عليه أن يتوجه إلى مطعم وراء تلة قريبة لشراء الماء. فغادر العنصر وهو يشتم، غير انه عاد بعد ساعة، وقال للبائع: "قال لي شقيقك أن علي أن أرتدي ربطة عنق لأتمكن من دخول المطعم".

بعد عجز الأطباء عن علاجه استعاد بصره أمام الكعبة

اسم السلسلة: من هنا وهناك

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله! فهو وحده القادر على كل شيء، وهو سبحانه الذي يشفي المرضى، ويا له من إنسان محظوظ ذلك الرجل الذي استعاد بصره في مكان مقدّس! إذ استعاد هندي بصره أمام الكعبة المشرفة بعد أربعة أعوام من إصابته بالعمى وسط تهليل وتكبير من الطائفين ببيت الله الحرام، وقال الهندي عبدالعزيز بدر الدين الكشميري إنه لجأ للحرم الشريف بعدما فقد الأطباء والمعالجون في بلاده كل أمل في علاجه بدرجة دفعته في إحدى المرات إلى التفكير في الانتحار بسكين المطبخ.
وذكر الكشميري فى مقابلة مع "شمس" السعودية وقد اغرورقت عيناه بالدمع وهو يشير إلى الكعبة المشرفة أنه بعد نجاته من محاولة الانتحار ألح على أفراد عائلته ببيع محتويات البيت لتدبير تذاكر سفر لأداء العمرة واستجابت الأسرة الفقيرة لطلبه، وخلال قيامه الليل بالحرم المكي كان يدعو الله أن يرد له بصره وذات مرة أخذته غفوة رأى فيها رؤيا بأن عليه مداومة غسل وجهه بماء زمزم وأداء ما تيسر من النوافل في أوقات السحر والإكثار من الدعاء والمناجاة أن يرد له الله بصره، وأثناء الدعاء في إحدى المرات كان يبكي بخشوع ومسح دموعه وإذا به يرى الكعبة فخرّ على الأرض ساجدا شكرا لله.
وكشف الكشميري عن صبي من جنسية إفريقية سخره الله تعالى له خلال فترة فقدان بصره كان يحضر له الطعام والشراب ويحضر له ماء زمزم ويأخذه للوضوء طلبا للأجر والمثوبة من رب العالمين.

أيها الأحباب.. مفاهيم يجب أن تُصحَّح

مفهوم الدعوة إلى الله وحقيقة الإصلاح
قال تعالى: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود: من الآية 88).
يقول بعض المفسرين في تفسير هذه الآية: الإصلاح هو محاولات إنقاذ الإنسان وإخراجه من الظلمات إلى النور، وتبصيره بحقيقة الحياة وحقيقة نفسه.
هذا العلاج للفرد والمجتمع والدولة، للصغير والكبير، للمتعلم والأميِّ، لا يستغني عنه أحد، وإلا عاش في ظلام المادة، وهو بهذا المعنى الدقيق يعود نفعه على الجميع وفائدته، وهو مهمة الرسل والأنبياء ومن جاء من بعدهم ممن حمل رسالتهم، وأدَّى دورهم، وقاد الناس والمجتمعات في طريق الخير.
إن الإصلاح بهذا المعنى الدقيق وبهذا المفهوم الصحيح؛ إنما يفوِّت فقط الكسب الخبيث، ويضيِّع الفرص غير الكريمة والتي لا تليق بالإنسان؛ لأن الإسلام يقيم من كل مؤمن ميزانًا صحيحًا دقيقًا، يجعله لا يمدُّ يده ولا يسعى إلا إلى الخير، ولا يحرص على المغالاة أو يحب نفسه ويعيش لها فقط، بل يعيش لغيره كالمصباح الذي يضيء لغيره في الظلام، بينما هو يتحمَّل ثمن هذه الإضاءة.
ما هو الإصلاح إذًا؟
هذا هو الأساس الذي نريد أن نكشف عنه، ونقول: ﴿رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ﴾ (الأعراف: من الآية 89)، يرى الذين لا يرَون الحياة إلا متعةً ومادةً وطعامًا وشرابًا أنَّ الإصلاح غير ما ذكرنا؛ فهو عندهم: إنشاء الكباري، ورصف الطرق، وتوسيع الميادين، وإنشاء المدارس والمصانع والمتاجر، وإقامة المتنزّهات.
ونبادر بالقول حتى لا يظنَّ أحدٌ أننا لا نريد هذه الأشياء، بل نريدها ونحرص عليها أكثر من حرص الماديِّين عليها، لكن لا نُسمِّيها إصلاحًا، بل نسمِّيها باسمها الصحيح: ضرورات اجتماعية حيوية ضرورية، لا يستغني عنها مجتمع؛ فالأولاد لا بد لهم من مدرسة أو معهد أو جامعة يتعلَّمون فيها، وتكفيهم أساتذتها.
والمرضى لا بد لهم من مستشفيات تكفيهم، وتستعد دائمًا لاستقبالهم وعلاجهم بأعظم الأطباء وأكثرهم خبرةً، ولا تُفرِّط أبدًا في إنقاذ أي مريض، والناس في مسيرتهم يحتاجون إلى طرق مرصوفة معبَّدة يُنظّم عليها السير، تكفيهم ولا تضيق بكثرتهم.
والإنسان يحتاج إلى المتنزّهات؛ بما فيها من خضرة وجمال وورد، والإسلام يضمن لكل فردٍ في المجتمع البيت الذي يأويه، والعمل الذي يكفيه، والدابَّة التي تحمله إلى عمله "اشتراك في المواصلات مثلاً"، فالكفالة في هذه الأشياء التي ذكرناها ضروراتٌ حتمية لازمة للإنسان، أما أن تُسمَّى إصلاحًا فهي المشكلة.
الإصلاح في تقديرنا أمرٌ أعلى من ذلك وأجلُّ.. مهمة الرسل والأنبياء كما ذكرنا، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور كما بيَّنَّا.
يقول العالم والمربي المرحوم الفاضل، البهي الخولي- رحمه الله-: "هناك جماعاتٌ تظنُّ الإصلاح مدارسَ تُنشأ، وجامعاتٍ تُقام، وترعًا تُحفَر، ومصحَّات تُبنَى، ومصارفَ تُدبِّر المال، ومصانع تسدُّ حاجة البلاد، إلى آخر ما هنالك مما يدور على ألسنتهم، ويَشيع من أنديتهم وصحفهم، وليس هذا من الإصلاح في شيء، إنما هو ضروراتٌ حيويةٌ يجب أن يسار إليها مع منطق الحاجة الاجتماعية، أما أنها هي الإصلاح والإنقاذ فلا".
ثم يقول: "ماذا أغنى الاهتمام بالترع والجسور والمدارس والمصانع والمسارح والصحف وغيرها في أوروبا وغيرها من الدول التي تدَّعي التمدُّن والرقي.. ماذا أغنى الاهتمام بهذا والروح مريض، والاتجاه القلبي فاسد؟، ماذا أغنى ذلك غير الاضطرابات والقلاقل والمبادئ التي تقوم ثم تزول، والحروب التي تنطفئ ثم تستعر إلى ما شاء الله" (راجع تذكرة الدعاة).
وكل مَن زار البلاد التي تزعم أنها متحضِّرة رأى بعينيه ماذا يدور في المتنزهات، وماذا يُرتكب فيها من موبقات وفواحش علنًا؛ مما يندى له الجبين؛ لأنها عودة إلى عصور التخلُّف والحيوانية الممقوتة، ولذلك اتجهت الرسالات السماوية، وخاصةً الدين الخاتم إلى إصلاح الإنسان أولاً واستقامته ورُقيِّه وأخلاقه، وأصبح بحق خليفة الله في الأرض، يصلح ولا يفسد، ويصعد ولا يهبط.
هل زرت مكة أو المدينة حفظهما الله ورأيت الشوارع والمباني المتواضعة؟! وهل سألت نفسك ماذا كانت هذه المباني منذ ألف وأربعمائة سنة يوم بُعث صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا لم يسارع المسلمون إلى بناء المتنزّهات وتعبيد الطرق، قبل إصلاح الإنسان؟!
لقد رُبي الإنسان فصار أمينًا صادقًا راقيًا رحيمًا بغيره، ينفر من كل الخطايا، ويبتعد عن الكذب، ويمشي على الأرض وقلبه موصول برب الأرض والسماء، بل أصبح يعيش في هذه الدنيا والجنة والنار أمام نظره.
يسأل صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة، وهو حارثة، فيقول له: "كيف أصبحت يا حارثة؟"، فيرد بإيمان وصدق: يا رسول الله، أصبحت مؤمنًا حقًّا، فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم: "ويحك يا حارثة، انظر فإن لكل قولٍ حقيقةً، فما حقيقة إيمانك؟"، قال: يا رسول الله، عزفت نفسي عن الدنيا، فأظمأت نهاري، وأسهرت ليلي، ووالله لكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا، وإلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وأنظر إلى أهل النار يتصايحون فيها، قال: "يا حارثة، قد عرفت فالزم" ثلاث مرات.
ذلك هو الإنسان الحقيقي الذي خلقه الله، وأسجد له ملائكته، لا الإنسان الحيواني الذي يعتدي على غيره، ولا الذي انحطَّ فيهرِّب السموم ليهلك بها قومه، ولا الذي تدنَّى فلا همَّ له إلا الكسب الخبيث، والتعامل بالربا والغش والكذب.
ماذا فعل المسلمون بالبوسنة حتى يوضعوا في مقابر جماعية ويدفنوا وهم أحياء؟ وماذا فعل الأفغان المساكين وهم يُقتلون عمدًا؟ هل هناك سبب أو جريمة ارتكبوها في حقِّ أحد؟ وماذا فعل أهل العراق حتى يُدمَّر هذا البلد الإسلامي على مَن فيه؟ وماذا فعل أهل فلسطين حتى توضع النساء والفتيات المسلمات في السجون والمعتقلات، ويوضع الرجال في السجون؟ هذا مَن نجا، أما الباقي فقد استطاع اليهود الخنازير- في غفلةٍ من المسلمين- ألا يدعوا مسلمًا إلا آذوه، وأصبحوا عقارب تلدغ، وحيات سامَّة تنهش.. هل هذه هي المدنية؟ وهل هذا هو الإصلاح؟!
إن الإصلاح هو الذي يرفع من قدر الإنسان حتى يصبح ملكًا يمشي على الأرض، قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63)﴾ (الفرقان).
أذكر هنا- وأنا في غاية الألم- حادثةً حدثت لمسلمي البوسنة، وهي من آلاف الحوادث والمآسي، رواها صحفي أجنبي ذهب إلى هناك، فيقول: رأيت بعيني أُمًّا وأبًا وطفلهما، من المسلمين أحضرهم الجنود وأخذوا من الأم الطفل وشووه فوق النار، ثم أمروها بالأكل منه هي ووالده! فأكلا منه تحت تهديد السلاح، ثم قتلوهما!.
أرأيت البشرية حين يغيب عنها دعاتها وروَّادها وأهل الخير فيها، يغيبون رغم أنوفهم فتظلم الدنيا ويعمّ الفساد ويسيطر الهوى ويشيع الظلم.. يقول الشاعر:
مررت على الفضيلة وهي تبكي فقلتُ علامَ تنتحب الفتاةُ؟
فقالت: كيف لا أبكي وأهلي جميعًا دون أهل الله ماتوا؟!!
ألا هل بلغت!! اللهم فاشهد..
اللهم أصلح هذه الأمة، اللهم ردَّ إليها ما ضاع منها، اللهم فرِّج عن كل مَن في سجونها من المؤمنين، اللهم أصلح حال الجميع، اللهم ردَّ هذه الأمة إلى الحق ردًّا جميلاً، اللهم أيقظهم من سُباتهم، اللهم وفقهم للحق ولحمل رسالة الإسلام ولتلبيغه بين الأنام؛ فهو الوسيلة الوحيدة لإنقاذ هذه الأمة، وإنقاذ من حولها من الذين أبعدهم الشيطان عن الطريق الصحيح.
اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين.

ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها

رسالة من: محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..
فقد أصبح ضروريًّا أن يُفكِّر كل إنسانٍ عاقل- فضلاً عمن يحمل هَمَّ الإصلاح في زماننا هذا في أي مكان في العالم- تفكيرًا جديًّا حول مستقبل كوكب الأرض الذي نعيش على سطحه، وكيف أنه تحيط به الكوارث من كل حدب وصوب، سواءٌ كنا مسئولين عنها بسبب مباشر أو غير مباشر.. تهدِّدنا وتهدِّد كل مقدَّرات البشرية، فمن تلوث بيئي إلى احتباس حراري، إلى خطر نووي، إلى استعمار حديث خبيث بكل صوره العدوانية والاستغلالية؛ يستهدف الطوائف الضعيفة والدول المتخلفة ليمتصَّ دماءها ويستولي على مقدراتها ويحتكر القرار في مصيرها.
فإذا ما أضيف إلى ذلك مناخ قيمي مادي شهواني أدَّى إلى انهيارٍ في الخلق وانتهاك للحرمات وطغيان على الحقوق وغفلة تامة عن يوم الحساب الذي كان الخوف منه شيئًا فطريًّا يحدُّ من ظلم البشر بعضهم ويقلل من تغول السلطات.
ألا يستدعي هذا من كل الحكماء والعقلاء، من كل جنس ولون ودين، أن يتنادوا بأية وسيلةٍ من وسائل الاتصال الحديثة ليقفوا وقفةً واحدةً، وينادوا بصوتٍ واحدٍ ليقفوا في وجه الظلم والاستبداد والفساد والإفساد؟!
وها نحن نناديهم: يا حكماء العالم.. يا عقلاء العالم.. يا أمناء على حقوق الإنسان.. كل الإنسان.. اتحدوا وتعاونوا ولتتضافر جهودكم في كل منظمات المجتمع البشري المدنية لإنقاذها مما هي فيه وما هي منحدرة إليه إذا استمرَّ الحال على ما هو عليه.. ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ (الروم: من الآية 41).
ولو ألقينا نظرةً شاملةً لأهمِّ أسباب هذه الحالة المعقَّدة المتشابكة الأسباب لتدهور البشرية؛ نجد أن الله عزَّ وجلَّ قد خَلَقَ الكون صالحًا منذ نشأته، وأعدَّه للإنسان قبل أن يوجده من آدم وحواء، وأصبحوا كلهم أبناء أب وأم، وأمدَّ الإنسان بكل مقوِّمات حياته ليكون خليفةً في الأرض مسئولاً عنها ليعمرها.. ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود: من الآية 61)، ومن كرم الله وفضله على كل جنس البشر أنه خلق الأرض في يومين، وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين؛ أي أن الناس شركاء في كل مقومات الحياة الضرورية، فهل هناك رعايةٌ للإنسان كل الإنسان بني آدم من ربهم الرحمن.. أكثر من هذا؟!
إنه سبحانه ادَّخر للجنس البشري بل لكل الكائنات مقومات حياتها ورزقها.. ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)﴾ (هود)، فعلى سبيل المثال ادخار البترول بما احتاجه ذلك من إعداد رباني معجز على مدى مئات الملايين من السنين في باطن الأرض حتى إذا نضج العقل البشري وتطوَّر في اختراعاته حتى وصل إلى آلات الاحتراق الداخلي هداه الله إلى استخراج هذا الكنز لينتفع به، وغيره من الكنوز كثير، كان وما زال وسيبقى مدخرًا إلى قيام الساعة ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ (الحجر: 21)، فماذا كان دور الإنسان بعد كل هذا الفضل الرباني عليه، وبعد كل هذا النداء المنبه له: ﴿يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)﴾ (الانفطار)؟!
لقد حوَّل هذه النعمة إلى وسيلة للصراع، ونشر الظلم والحرب والطغيان، محاولاً السيطرة على منابع البترول، وأوقد نيران حروب تهلك الحرث والنسل؛ من أجل هذا الاحتكار البغيض لهذه الثروة وغيرها من الثروات وتقاسموها- للأسف- بقوانين واتفاقيات جائرة، كما توزع العصابات مناطق النفوذ، فكانت اتفاقيات "سايكس بيكو" والانتدابات التي أعقبتها وعود كوعد "بلفور" لاحتلال فلسطين، ورأينا كونغو فرنسيًّا وآخر بلجيكيًّا، وثالثًا برتغاليًّا، وسمعنا عن صومال إيطالي وصومال بريطاني وصومال فرنسي ورابع أمريكي.
وما زالت هذه الحروب الساخنة والباردة من أجل فرض السيطرة والاحتلال لتوسيع مناطق النفوذ؛ فإذا لم نوقف هذه المطامع، ونطالبْ بتحريم كل صور الاستغلال والاستعمار فسيلتَهِمُ هذا الوحش الجشع كلَّ المقدَّرات، وليقف الإنسان العاقل الحكيم ضد الإنسان المستغل لينقذ السفينة التي نركبها جميعًا في هذا الكون؛ لأن الغاية من خلقنا أن نتعاون لا أن نتصارع.. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: من الآية 13)، ومهمتنا أن نصلح ولا نفسد ولا نترك المفسدين؛ لأن فسادهم خطر على الجميع.
ومن زاوية أخرى، نجد أن المتأمل في خلق الله يجد بكل وضوحٍ لكل عين منصفة وعقل راجح أنَّ الله قد خلق توازنًا في كل دورات الحياة، فمن دورة للأكسجين وللنيتروجين ولثاني أكسيد الكربون يتبادل فيها النبات والحيوان مع الإنسان المنافع كما يتبادلون الاستفادة من بعضهم، وكذلك دورة متوازنة للمياه من بحار ومحيطات وتبخر وسحُب وأمطار وأنهار ثم إلى البحار والمحيطات مرةً أخرى، ودورة كذلك للمعادن والأملاح من التربة وإلى التربة ﴿مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ﴾ (الحجر: من الآية 19).
فماذا كان دور الإنسان الجاهل الذي لم يفهم سنن الله في الكون فاصطدم بها وأفسدها وعطَّل كثيرًا من دورات الحياة وبعدها جلس يشكو مما صنعت يداه؟!
ها هي تلوثات البيئة ناتجة من نواتج أخطبوط الصناعات ومافيا رءوس الأموال، يجامل بعضها بعضًا في دنيا المصالح والمنافع على حساب صحة الإنسان وحقوق الإنسان؛ الذي تمَّ طحنه وسحقه بلا رحمة.
ونموذج آخر لتلويث كل مقومات الحياة، من هواء وماء ونبات وحيوان والإنسان في نهاية كل هذا؛ باستخدام المبيدات الحشرية، وكثير منها مسرطن، وكذلك المخصبات غير المأمونة، وهي كثيرة، ثم بعد انتشار هذا الاستخدام الخاطئ المبني على فهم خاطئ للسنن الكونية كانت الكوارث السرطانية؛ مما جنى الإنسان على الإنسان، وتعتبر مصر من أعلى دول العالم إصابةً بهذه السرطانات.
بعد كل هذا يعود الإنسان إلى الزراعة العضوية (الأوجانيك) وإلى المقاومة (الحيوية)، بعد أن دفع ثمنًا باهظًا في التجربة الأولى من خسائر بشرية ومالية، وثمنًا آخر أبهظ في التجربة الثانية، والإنسان هو الضحية في الحالتين.
والنموذج الأخطر هو التلوث النووي؛ الذي عُقد المؤتمر الخاص به في نيويورك الولايات المتحدة (رغم أنها الدولة الوحيدة التي استخدمت هذا السلاح في التاريخ)، وكنا نأمل أن تكون هذه بدايةً لترشيد هذه الطاقة الخطيرة كسلاحٍ ذي حدَّين، فيتم تأمين البشرية من خطرها المحدق، فإذا بالضغوط الصهيونية الخبيثة تعيق ذلك، فلا هم حضروا ولا التزموا بل تحوَّل الموضوع إلى أمان المواد النووية فقط، وتبقى البشرية كل البشرية رهن خطر في يد قوى غاشمة فاسدة مفسدة، تبغي الفساد في الأرض، والله لا يحب الفساد، ولا يحب المفسدين.
وهناك خطر آخر يُحذِّر منه كل العقلاء؛ إذ إنه في مراحله الأولى، ولن تدرك البشرية جرمه إلا بعد فوات الأوان؛ ألا وهو التلاعب بالخريطة الجينية واستخدام الهندسة الوراثية الضارَّة بعيدًا عن الأخرى النافعة؛ حيث إن علمنا في هذه الدائرة ما زال محدودًا، وقد يترتب على هذا العلم المحدود الذي يقترب من الجهل كوارث لا يعلم مداها إلا الله، فليتَّحِدْ كل العقلاء في هذا التخصص ليوقفوا هذا العبث، وننتظر حتى يكتمل علمنا فننطلق بعد ذلك على علم وبينة ونور من الله.
أما عن التلوث القيمي الذي هو من صنع الإنسان أولاً وأخيرًا فحدِّث ولا حرج؛ لأن هذا هو أُسُّ الفساد والإفساد؛ (فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا).
ومن أوجه الخلل في التفكير الإنساني إذا ما جرى وراء شهواته بلا ضوابط من قيم الرسالات السماوية التي أجمعت عليها وسجّلت في التوراة والإنجيل والقرآن وحتى بلا تحكيم عقل ناضج.. فالله عز وجل قد خلق الجنس البشري من ذكر وأنثى، وبثَّ منهما رجالاً كثيرًا ونساء، بل خلق من كل شيء زوجين ليستمر النوع بالتناسل للبقاء، فكيف تدخَّل الإنسان بجهله واتباعه لشهواته المنحرفة، وقلَّد الارتكاسة الأولى للفطرة في هذا المجال في قوم لوط.. ﴿مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ (الأعراف: من الآية 80)، ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ (الأعراف: من الآية 81).
ورغم ما جلبوه على البشرية من ارتكاس للفطرة وانتشار لأمراض ما كانت في أسلافنا من البشر بجريمتهم هذه التي توقف سنن التناسل البشري كما خلق الله، فإنهم ما زالوا لا يستحون، بل نجد مَن يطالب لهم بحقهم؛ فأي عقل هذا؟ وأي حرية هذه؟!
وها هم الإخوان المسلمون يحملون قبسًا من نور الله بحمل رسالة الإسلام الشاملة؛ هم وكل المسلمين في كل بقاع الدنيا، بل وكل المصلحين المدركين لخطر ترك مقدرات البشرية تتلاعب بها المصالح والأهواء، وهم واثقون أن الله سيعين كل المصلحين؛ لأنه يحب الصالحين والمصلحين ويبغض الفاسدين والمفسدين.. ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (البقرة: من الآية 251)، ولكن الله ذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
ولنكن جميعًا على ثقةٍ من أن ظلام الدنيا كلها لا يقوى على إطفاء ضوء شمعة، بل تبدِّد هذه الشمعة البسيطة هذا الظلام الدامس.
وأيضًا لا نستقل أي مجهود مخلص تتضافر معه كل الجهود الصادقة؛ لأن أنهار الدنيا هي مجموع قطرات المطر.
وفي الختام.. ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (الطلاق: من الآية 3).

الأربعاء، 28 أبريل 2010

هل تعلم

هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟ يوسف عليه السلام
هل تعلم أن أول ما يرفع من أعمال هذه الأمة ؟ الصلوات الخمسة
هل تعلم أن أول صلاة صلاها رسول الله ؟ هي صلاة الظهر
هل تعلم أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم
هل تعلم أن أول من يقرع باب الجنة ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم
هل تعلم أن أول شافع وأول مشفع ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم
هل تعلم أن أول أمة تدخل الجنة ؟ هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم
هل تعلم أن أول من أذن في السماء ؟ جبريل عليه السلام
هل تعلم أن أول من قدر الساعات الاثنى عشرة ؟ نوح عليه السلام في السفينة ليعرف مواقيت الصلاة
زهقت؟؟ خليك كمان شويه واعطي دينك جزء من وقتك
هل تعلم أن أول من ركب الخيل ؟ هو إسماعيل عليه السلام
هل تعلم أن أول من سمى الجمعة الجمعة ؟ كعب بن لؤي
هل تعلم أن أول من قال سبحان ربي الأعلى ؟ هو إسرافيل عليه السلام
هل تعلم أن أول ما نزل من القرآن الكريم ؟ اقرأ باسم ربك الذي خلق
هل تعلم أن أول من خط بالقلم ؟ هو إدريس عليه السلام
هل تعلم أن آخر ما نزل من القرآن الكريم ؟ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
هل تعلم أن أول ما نزل من التوراة ؟ بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعلم أن أول من جاهد في سبيل الله ؟ إدريس عليه السلام
هل تعلم أن أعظم آية في القرآن الكريم ؟ آية الكرسي
من قال ( سبحان الله و بحمده ) مئة مره غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر
من قال ( لآ إله إلآ إنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) و هو في شده فرج الله عنه ... كما فرج عن يونس عليه السلآم عندما قال هذه الكلمات في بطن الحوت
قال عليه الصلاة والسلام كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
قال ابن القيم رحمه الله أربعة أشياء تُمرض الجسم :الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير *الجماع الكثير
وأربعة تهدم البدن : الهم * والحزن * والجوع * والسهر
وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته
الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور
وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته: التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة
وأربعة تجلب الرزق : قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول النهار وآخرة
وأربعة تمنع الرزق : نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة
من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه إن كانت مثل زبد البحر متفق عليه من قال سبحــــان الله وبحمده غرست له به نخلة في الجنة

الأحد، 25 أبريل 2010

وإن جندنا لهم الغالبون[22/04/2010]


رسالة من: د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومَن تبعه بإحسان إلى يوم الدين..
الاستبداد إلى زوال
يحاول الباطل دائمًا أن يقلب الحقائق، فيحوِّل الظالم إلى مظلوم، والجلاَّد إلى ضحية، والضحية إلى مجرم، فالداعي إلى الخير خارج عن القانون، والقائم بالإصلاح مآله الاعتقال، بل ويطالب البعض بضربه بالنار!!، فهل بات الإصلاح والمطالبة بالحريات جريمةً في عالمنا الإسلامي؟ وهل أصبحت خطابات الاستجداء ولافتات التأييد نضالاً وبطولةً؟!.

هذه إشاراتٌ لسوءة عصرنا الذي انتشر فيه الاستبداد، خاصةً أمام الشعار الرباني الذي يرفعه الشرفاء: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود: من الآية 88).

فهذه السجون التي تلفُّ عالمنا بخيرةِ أبناء الأمة، وهؤلاء الأسرى من مجاهدي ومجاهدات فلسطين في سجون الاستبداد الصهيوني؛ ما هي إلا المخاض للأمل القادم بإذن الله؛ ليبدّد ظلام الاستبداد: ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ (الرعد: من الآية 17).

فهذا الاستبداد وإن طال ليله فهو إلى زوال، وسيقف المفسدون بين يدي ربهم: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ* وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ* سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ* لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (إبراهيم: 48-51).

فماذا جنى قائد المستبدِّين: يوم أن قال: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر: من الآية 29)، ويوم أن ردَّ على المؤمنين: ﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى﴾ (طـه: من الآية 71)، ألم تكن نهايته: ﴿فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا﴾ (الإسراء: من الآية 103).

سنة الله في الخلق
وهذه سنة الله التي لا تتبدَّل ولا تتحوَّل.. إنها السنة الماضية إلى يوم الدين، في الوعد الحق من الله تعالى، لكل الدعاة والأحرار والشرفاء، وهم يواجهون العوائق، ويتجاوزون الصعاب؛ بإيمان عميق، وفهم واضح، وعقيدة راسخة، تسيطر على قلوبهم وعقولهم وتصرفاتهم، يقول تعالى: ﴿ولقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ* وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ* فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ* وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ* أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ* فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ﴾ (الصافات: 171- 177)، هذه سنة عامة، وهي مستمرة في جميع بقاع الأرض وفي جميع العصور، إن أخلص الجند، وتجرَّد المصلحون، فهي غالبةٌ منصورةٌ، مهما كانت الصعاب والعراقيل، وهل يقف أمام وعد الله شيء؟! وهل يوقف سنة الله شيء؟! قد يؤجِّلها الله إلى حين ولكنها لا تتخلَّف، وقد يُمهل الله الظالم ولكنه لن يفلته أبدًا من الحساب والعقاب، وكل ذلك بتقدير الله، لا بما يريده البشر أو بما يتصوره الناس، فالأمر من الله أكمل وأبقى وأشمل وأحكم، وما يريده الله هو الغالب؛ لأنه سبحانه الفعال لما يريد: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)، ونداؤنا إلى كل الساعين للإصلاح أن يخلصوا لله ويجعلوا الوجهةَ له سبحانه، ويستمروا في العمل الجادِّ لإنقاذ الأمة من المصير المجهول الذي يدفعه إليها الاستبداد والفساد.

﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾
فما يكون في الكون إلا ما أراده الله، وقد يُهيئ الله للبشرية آياتٍ لا يعلمها إلا الله؛ من أجل أن نعرف قدرته وسلطانه ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ﴾ (الزمر: من الآية 16) لعل البشرية تفيء إليه، في مجال أوسع، وفي أثر أدوم، فما زال بركان أيسلندا يعوِّق حركة الطيران في معظم أنحاء دول أوروبا، رغم مرور أكثر من أسبوع على ذلك؛ بسبب الرماد أو الغبار البركاني المتصاعد، الذي يحجب الرؤية ويهدِّد الملاحة الجوية، فدخانه يحتوي على جسيمات ضئيلة من السيليكون، وكل المصهور في جوف البركان يتحوَّل إلى دخان يمكن أن يتلف محركات الطائرات وهياكلها وجميع الأجهزة الإلكترونية الدقيقة، فضلاً عن إصابات رئوية خطيرة لجميع الكائنات الحية.

أليست هذه الآية لأهل الأرض جميعًا للعود الحثيث إلى رب العزة؟ يقول تعالى: ﴿وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا﴾ (الزخرف: من الآية 48)، وهل هي دعوة إلى التصدِّي للفساد والمفسدين والطغيان والطاغين؟! يقول تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون﴾ (الروم: 41)، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما نرى آياتِ الله في كسوف أو خسوف الشمس؛ أن نلجأ إلى الله بالصلاة والدعاء، ونتحصَّن بالاستعداد لليوم الآخر؛ لنكون قدوةً للناس جميعًا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ (الحج: 1-2)، وهذه العودة إلى الله تعني العودة إلى الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، ومعرفة قدرته القاهرة سبحانه فوق عباده، بالامتثال لأمره ونهيه، وليس مجرد الخوف من بطشه وعقابه.

الطوارئ لن تدوم
رضي الله عن حاكم الأمة العادل عمر بن الخطاب وهو يقول: "نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، فالإسلام يطالبنا بالعزة لا بالاستضعاف.. والقوة لا بالهوان.. والحرية لا بالاستبداد؛ الذي هو يهوى ويتساقط بكل أنواعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يوم أن نمارس حياتنا بالإسلام، ويوم أن يكون الولاء لله وحده لا للمستبدِّين، ويوم أن نكون عبيدًا لله وحده لا لأصحاب السلطة.

فأمجاد أمتنا لم تصنعها في يوم ما قوانين طوارئ، ولا محاكم استثنائية ولا أحكام عرفية، ولا شرطة ترهب الأحرار، ولا سجون تقمع الشرفاء، وإنما صنعها العدل، وصاغتها الحريات، وأنتجتها المساواة، فكانت بحقٍّ أمة الحق والعدل والمساواة والحرية قبل أن تعرف الحضارات الحديثة هذه المصطلحات.

فيا قومنا..
أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقُم على أرضكم، إن بداية الإصلاح هو إصلاح هذه النفس البشرية بتمام العبودية لله، ومراقبته في كل شأن وكل حال، واستشعار المسئولية "كلكم راع ومسئول عن رعيته، المرأة راعية ومسئولة عن رعيتها وكذلك الحاكم راع ومسئول عن رعيته"، ففي البيت لا يُبرَم أمرٌ من فطام الوليد فما فوقه إلا عن تراضٍ وتشاور ﴿فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا﴾ (البقرة: من الآية 233)، وعلى مستوى الدولة أمر المسلمين شورى بينهم ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: من الآية 38) والأمر الإلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكل مسئول بعده ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ (آل عمران: من الآية 159).

نطالب بإطلاق الحريات؛ حتى تتمكن أمتنا من نهضة حقيقية لاستعادة مجدها العظيم، وأن تمتلك الإفصاح الحر، عن رأيها في اختيار ممثليها وحكامها، كما تريد، ونحب أن يعلم الجميع أنهم سواءٌ في تحمُّل هذا العبء من الاضطلاع بمسئولية الإصلاح؛ فلا تستصغروا شأنكم أو جهدكم أو رأيكم؛ لأن مالك القوى والقدر هو الذي يؤتي الملك مَن يشاء وينزع الملك ممن يشاء، وما نحن إلا أسباب نستر القدرة ونأخذ الأجرة من الله: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: 5-6).

نطالب بإنهاء استئثار الحاكم بالسلطة دونما محاسبة من الأمة تحت مسمَّى الطوارئ أو درء الفتن أو الحفاظ على الأمن القومى، فكل ذلك مفسدة مطلقة هي عين الفتنة، حيث تربَّى في أغلب دولنا الإسلامية جيلٌ كاملٌ لا يعرف إلا قيود الطوارئ على الحريات العامة أو التقاضي والحبس والاعتقال، بدلاً من مواجهة الفساد والمخدرات والانحلال والإرهاب والاحتلال!.. فهل ألفت الشعوب وتعايشت مع قوانين الطوارئ بحكم الزمن؟ وإذا كانت حالة الطوارئ الاستثنائية هي القاعدة، فما القانون الطارئ أيام الحرب أو الوباء أو الكوارث، جنبنا الله ويلاتها؟ وأين هي القوى الشعبية التي تواجه التمديد المستمر لمواده، التي باتت سيفًا مصلتًا على الرقاب، خاصةً أمام الوعود المؤخَّرة بإلغائه، والتي تبخرت ولم يكن لها أي وجود؟!

وفي مصرنا خصوصًا نطالب مع كافة القوى الوطنية التي أجمعت على إلغاء العمل بها، برفع حالة الطوارئ قبل نهاية شهر أبريل الحالي، والاستجابة في ذلك لتوصيات كافة المجالس الدولية والمحلية لحقوق الإنسان، التي أعلنت سقوط مبرِّرات العمل بها؛ نظرًا لانتفاء وانقضاء الشروط التي حدَّدها الدستور لاستمرار حالة الطوارئ، وتعارضها مع المواثيق الدولية المعنية، بحقوق الإنسان، وفي قوانيننا المدنية الكفاية لكل ما نحتاجه، فلا قانون طوارئ ولا قانون إرهاب.. فهل تتحقق هذه المطالب؟!

يا قومنا..
قانون التطهير العرقي في فلسطين زيادة في فُجر الصهاينة، لا يردعه إلا وحدة الصف الإسلامي، سنةً وشيعةً، عربًا وعجمًا، على اختلاف ألواننا وألسنتنا وفصائلنا، فالحقُّ الفلسطيني في كل أرضهم حقٌّ مقدسٌ في كل الرسالات والأعراف والقوانين، وحقوق الإنسان في الشرق أو الغرب، فإما أن ننال حقوقنا وإلا فليس للفلسطينيين أو العرب أو للأمة الإسلامية إلا المقاومة بكل الوسائل المشروعة، بما فيها المقاومة المسلَّحة، فذلك العلاج الناجع لهذا الاستبداد الصهيوني المدعوم أو المسكوت عنه غربيًّا وعالميًّا ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ (الأنبياء: 18).

الجمعة، 23 أبريل 2010

لماذا اسلم طبيب امريكى؟

حدثت هذه القصة في إحدى مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية وعلى إثرهاأسلم أحد أطبائهاكان هناك طبيب مصري على درجة جيدة من العلم مما كان له أثر في التعرف علىالعديد من الأطباء الأمريكيين وكان محط إعجابهم ومن كل هؤلاء كان له صديقعزيز وكانا دائمين التواجد مع بعضهم البعض ويعملان في قسم التوليدفي أحد الليالي كان الطبيب المشرف غير موجود وحضرت إلى المستشفى حالتيولادة في نفس الوقتوبعد أن أنجبت كلا المرأتين اختلط المولودان ولم يعرف كل واحد لمن يتبع معالعلم أن المولودين أحدهما ذكر والآخر أنثى وكله بسبب إهمال الممرضة التيكان المتوجب عليها كتابة إسم الأم على سوار يوضع بيد المولودينوعندما علم كلا الطبيبين المصري وصديقه وقعا في حيرة من أمرهما كيف يعرفامن هي أم الذكر ومن هي أم الأنثى ، فقال الطبيب الأمريكي للمصري أنت تقولأن القرآن يبين كل شيء وتقول أنه تناول كل المسائل مهما كانت هيا أريني كيفتستطيع معرفة لمن كل مولود من المولودينفأجابه الطبيب المصري نعم القرآن نص على كل شيء وسوف أثبت لك ذلك لكن دعنيأتأكدثم سافر الطبيب إلى مصر وذهب إلى أحد علماء الأزهر وأخبره بما جرى معه ومادار بينه وبين صديقهفقال ذلك العالم أنا لا أفقه بالأمور الطبية التي تتحدث عنها ولك أنا أقولسوف أقرأ لك آية من القرآن وأنت تفكر بها فستجد الحل بإذن الله ‎. فقرأالعالم قوله تعالى ‎( وللذكر مثل حظ الأنثيين ‎) صدق الله العظيم ‎.بدأ الطبيب المصري بالتفكير في الآية وتمعن فيها ومن ثم عرف الحل ، ذهب إلىصديقه وقال له أثبت القرآن كل مولود لمن يعود فقال الأمريكي وكيف ذلكفقال المصري دعنا نفحص حليب كل إمرأة وسوف نجد الحل ، وفعلا ظهرت النتيجةوأخبر الطبيب المصري وهو كله وثوق من الإجابة صديقه كل مولود لمن يعود‎.فاستغرب صديقه وسأله كيف عرفت ، فقال إن النتيجة التي ظهرت تدل على أن كميةالحليب في ثدي أم الذكر ضعف الكميه عند أم الأنثى وأن نسبة الأملاحوالفيتامينات التي يحتويها حليب أم الذكر هي أيضا ضعف ما عند أم الأنثى ،ثم قرأ الطبيب المصري على مسامع صديقه الآيه القرآنية التي استدل بها علىحل هذه المشكلة التي وقعوا فيهاوعلى الفور أسلم الطبيب الأمريكي ‎.فسبحاااااااااااااااان الله ‎......اللهم انصر الأسلام والمسلمين‎.....آميييييييييييييييييييين

الأربعاء، 21 أبريل 2010

الحكمة في جعل ماء الأذن مرا وماء العين مالحا وماء الفم عذبا

انظروا إلى عظمة الله سبحانه وتعالى ورحمته في عبادهما الحكمة في أن ماء الأذن مر , ماء العين مالح, وماء الفم عذب؟
اقتضت رحمه الله أن جعل ماء الأذن مرا في غاية المرارة لكي يقتل الحشرات والأجزاء الصغيرة التي تدخل الحشرات ولو كان حلواً لدخل النمل ونحن في مرحلة النوم مثلاً
وجعل ماء العين مالحاً ليحفظها لأن شحمتها قابله للفساد فكانت ملاحتها صيانة لها
وجعل ماء الفم عذباً ليدرك طعم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كانت على غير هذه الصفة لأحالها إلى غير طبيعتها ولله في خلقه شؤون
سبحان الله !

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

مع الأحباب.. القدوة القدوة

القدوة الصالحة وأثرها في التربية
يقول الأسلاف رضي الله عنهم في تصوير أثر القدوة الصالحة في التربية والسلوك: "إنْ عمل واحدٌ في ألف أفضل وأجدى من وعظ ألف لواحد".
ومن هنا وضع الحق تبارك وتعالى لنا معلمًا ثابتًا في القدوة الحسنة أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)﴾ (الأحزاب).
وهناك تكاليف وواجبات يفرضها الإسلام على كل مسلم ومسلمة، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في ضرورة تصحيح الإيمان وصيانة القلب ومحاربة الشيطان وتطبيق شرع الله في الحياة يبين الضرورة الملحة لكل كائن من بني البشر خلقه الله عز وجل بيده، وأسجد له ملائكته (إن حاجة الناس إلى الشريعة أعظم من حاجتهم إلى التنفس فضلاً عن الطعام والشراب؛ لأن غاية ما يقدر في عدم التنفس موت البدن، وأما ما يقدر عند عدم الشريعة ففساد الروح والقلب جملة وهلاك الأبد، وشتان بين هذا وهلاك البدن بالموت)، مفتاح دار السعادة وهذه حقيقة قال بها الدستور الخالد؛ القرآن العظيم.
قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)﴾ (الأنعام).
وفي هذه الظروف الحالكة والآلام القاسية التي تعاني منها البشرية، وباتت تتخبط في الظلام، فلقد حطمت المادية الفطرة الربانية في الإنسان وحجبته عن الله، إلا من رحم ربك.
في ظل هذه الظروف يسأل الحيارى الذين يشفقون على مصير البشرية التي بعدت عن فطرتها، وبعدت عن ربها: ما الخلاص للبشرية؟ وأين سفينة الإنقاذ التي تنجينا من هذا الطوفان؟ والجواب واضح ومفهوم ويقين عند الذين أضناهم السهر وعاشوا في الضيق والعنت، وهو واضح نمر عليه جميعًا، ويجب أن نعيه، وهو قديم من يوم أن هبط آدم عليه السلام إلى هذه الأرض، وسيظل كذلك إلى يوم القيامة ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125)﴾ (طه).
فالخلاص في العودة الصادقة إلى الله، والإسلام هو طريق الخلاص والنجاة، وهو منقذ البشرية إن صدقت مع ربها وآمنت به حقًّا، ولا منقذ سواه، ولا حادي غيره، قال تعالى في هذه الأمة التي وضع الله في عنقها القدوة الحسنة والأمانة: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (البقرة: من الآية 143).
يقول المفسرون في هذه الآية: إن القرآن الكريم يحدث الأمة كلها (رجالاً ونساءً) عن دورها ورسالتها الأولى والأخيرة في هذا الكون، وعن وظيفتها الضخمة في هذه الأرض، وعن مكانها العظيم في هذه البشرية، وعن دورها الأساسي في حياة الناس، ويقتضي هذا أن تستمع إلى ربها الذي اصطفاها لهذا الأمر العظيم، وأن تنصت إلى رسولها النبي المختار والرحمة المهداة والسراج المنير، فتستضيء به، فهو رائدها وهو حاديها وهو قائدها وهو زعيمها وهو قدوتها، بل والرسول المختار من رب العالمين مالك هذا الكون إلى البشرية كلها، وهو الشهيد على الشهداء يوم القيامة؛ لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقاموا بأداء الأمانة التي ائتمنهم الله عليها، وبالواجب الذي افترضه الله عليهم؛ ألا وهو تبليغ هذا الحق كاملاً وقدوة حسنة في الالتزام والصدق إلى البشرية كلها.
إن حقيقة هذه الأمة ووظيفتها خطيرة وكبيرة، وإن دورها إذا أدته كما رسمه المولى تبارك وتعالى لها لهو دور لا مثيل له.
إن هذه الأمة إلى وصفها الله سبحانه وتعالى بالوسطية في كل شيء قد تخلت اليوم- إلا من رحم الله وعصم- عن دورها الذي اختاره الله لها وخلقها من أجله، بل اختاره لجميع المخلوقات من الإنس والجن فقال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)﴾ (الذاريات).
وما يعوق هذه الأمة وما يقعدها اليوم عن أخذ المكانة التي اختارها الله لها إلا بقعودها وتفريطها في حمل هذه الأمانة وإيثارها الفانية على الباقية، فتحولت إلى أشتات بلا هدف ولا غاية ولا وحدة في الصف ولا في الهدف، يقول الشاعر في هذا الأمر المحزن:
وتفرقوا شيعًا فكل قبيلة فيها أمير المؤمنين ومنبر
ولكي تقوم الأمة بهذا الدور العظيم لا بد لها من تربية صادقة تصلها بالله عز وجل، ولا بد أن تكون قدوة صالحة في كل عمل تؤدي الواجب إرضاءً لله وحده، وطاعةً له، سواء وجد من يراقبها أو يحاسبها أم لم يوجد، فهناك من هو أقرب إليها من حبل الوريد والذي يعلم ما توسوس به النفس، ويجب أن ترتفع هذه الأمة عن تقديس الأشخاص، وعن تعظيم فلان وعلان، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الناس بعض هذه الجوانب فقال لهم بقوة: "لا تعظموني كما تفعل الأعاجم، إنما أنا ابن امرأة من قريش، كانت تأكل القديد بمكة"، وعندما قال له رجل: ما شاء الله وشئت. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "أجعلتني لله ندًّا؟ قل: ما شاء الله ثم شئت".
إن القدوة الصالحة حينما تنبع من العقيدة تنتقل من صاحبها إلى غيره، فالتواصي بالحق والتواصي بالصبر صفات من يعملون لله وفي سبيله، وبقدر إخلاصهم، وبقدر صدقهم تخلص الطريق من العقبات، ويتضح الأمر ويستبين.
إن للقدوة والأمانة والصدق في الموجه والمعلم صفات، لا بد أن يتحلى بها الجميع حتى ترتقي هذه الأمة مرة أخرى، وتصبح أهلاً لحمل الأمانة، ومنها:
1- تقوى الله في عمله، في وظيفته أيًّا كانت ما دام قد رضي بها وأن يستشعر مراقبة الله له، فالحق تبارك وتعالى معه في الليل قبل النهار، قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ (الحديد: من الآية 4).
2- أن مهمة القدوة والموجه الأولى أن يجمع القلوب على الله، وأن يصل بها إلى مرضاته سبحانه وتعالى، ويكون صاحب القلب الكبير في بيته ومع أولاده، ومع جيرانه، ومع زملائه في المدرسة أو في المعهد أو في الجامعة، أو في أي عمل هو فيه، يصبح قدوة في أمانته وفي إخلاصه لعمله وتجويده له، وأن يكون العقل الناضج الذي يحسن توجيه النصح وتقبله من غيره، والنزول دائمًا على حكم الله وأمره دون أن تأخذه العزة بالإثم، أو الغرور بمكانته والتعالي على الحق، فعندها يكون قد فقد الصلاحية وفقد المكانة في قلوب الناس، بل تحولوا إلى كراهيته والبراءة منه.
3- وهذا النموذج الرائع المتجدد دائمًا والذي يجب أن يكون عليه الرؤساء وغيرهم، وكل من يلي أمرًا من الأمور مهما كان حجمه؛ فبصلاحهم يصلح من حولهم من غير خطب ولا مواعظ، شوهد عمر بن الخطاب، وهو أمير المؤمنين جميعًا في شتى بقاع الأرض يحمل قربة مملوءة بالماء، ويضعها على ظهره، ويذهب إلى بيته حاملاً لها، ولما سألوه قال: إن نفسي قد تأبت عليَّ تريد أن تخدعني فأردت إذلالها بهذا العمل.
وعمر بن الخطاب هو هو الخليفة الذي كان ذاهبًا إلى الشام لاستلام بيت المقدس، فاعترضت المسلمين مخاضة، فكان أول من نزل وخلع خفيه وقاد ناقته وعبر المخاضة، فلما رآه أبو عبيدة بن الجراح قال: يا أمير المؤمنين ما يسرني أن أهل الشام رأوك على هذه الصورة، فتعجب منه ومن منطقه وقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته نكالاً لأمة محمد.
ثم لقنه درسًا لن يُنسى إلى قيام الساعة فقال: إن الله أعزنا بالإسلام فإذا طلبنا العز في غيره أذلنا الله.
وقد صحبت مرة أحد الزملاء من الطلاب، وكنا وقتها في كلية أصول الدين، حسب رغبته، أنه يريد زيارة أحد العلماء من الإخوان في بيته، فذهبنا إليه وجلسنا معه، ثم حان وقت صلاة المغرب فقال الزميل: أريد أن أتوضأ! فقلت للأستاذ: فلان يريد أن يتوضأ، فأخذه وذهب به إلى مكان الوضوء، وأخذ الطالب يخلع حذاءه، ثم ذهب الأستاذ الكبير العظيم رحمه الله وحمل بين يديه (شبشبًا) يقدمه للطالب بنفسه ليتوضأ، فارتبك هذا الطالب من تواضع الرجل العظيم، وصلينا المغرب وخرجنا، فقال لي: علماء الإخوان بهذا التواضع! هذه عظمة من الشيخ، ذكرنا بالأسلاف.
هل يوجد في الإخوان مثل هذا أيضًا، فقلت له: نعم كل الإخوان بهذه الصورة، فقال: أنا طالب بأصول الدين، وآسف على عمري الذي قضيته بعيدًا عن هذا الطريق، طريق الدعاة، والتفت إليَّ ونحن في الشارع، ونظر مليًا وبكى وقال: أشهد الله أني من الآن حتى ألقى الله من الإخوان، أخدمهم وأتشرف بالقرب منهم.
ومرة أخرى قال لي أحد الزملاء في عام 1960م أريد منك أن أشاهد فرحًا من أفراح الإخوان، وبعد فترة جاءتني دعوة لحضور زفاف بنت الأخ صلاح شادي رحمه الله وكان في السجن، فأخذته معي وذهبنا إلى هناك وجلس في مكان بجواري يرقب كل شيء، فلم يشاهد إلا الحب والتواضع والكلمة الطيبة والتصرف الحسن، وانتهى الحفل الذي كان في المنزل، وخرج معي أيضًا وهو مندهش، قال لي: هكذا أفراح الإخوان؟ قلت له: نعم، قال: لم أسمع كلمة واحدة غير مفيدة، لكني رأيت الصدق، والبشاشة، والحب، والتواضع، والرحمة، هكذا كل حفلات الإخوان ولقاءاتهم؟ قلت له: نعم، فنظر إليَّ مستغربًا، وقال: كل ما تقوله الصحف من تصوير للإخوان غير صحيح، وكل ما ينزل بهم افتراء لا أساس له؟ قلت له: نعم، فأطال النظر إليَّ كسابقه.
أيها الإخوان القدوة.. القدوة مع جميع الناس والرحمة الرحمة مع عباد الله، والإيثار والسخاء هي أدوات القدوة في دعوته، وفي حياته.
ولقد كان الإمام البنا عليه الرضوان يسير في الشارع مع بعض الإخوان متجهًا إلى المركز العام، وهناك بعض الصغار يلعبون الكرة فقذف أحدهم الكرة فجاءت في وجهه رحمه الله، فأسرع من حوله إلى محاولة معاقبة الصغير الذي قذف الكرة، فنهاهم الإمام البنا بشدة، ثم أحضر الكرة بنفسه وأعطاها للصبي، ومسح على رأسه وقال له: العب كما كنت تلعب، فأسرع الطفل إلى بيته وقصَّ على أبيه ما حدث، فقال الرجل: أنا نفسي تقول لي دائمًا إن هذا الرجل على حق، وأنه صاحب دعوة، وإني مسرع الآن إلى المركز العام- وكان قريبًا من داره- لمبايعته على العمل للإسلام، وهناك وقف أمام الإمام البنا يقول له: أنت صاحب دعوة، وموقفك من ابني أكد ما كان يدور في نفسي من أنك رجل صادق، وأنا أعاهد الله من الآن أن أكون جنديًّا معك.
أيها الأحباب أيها الإخوان أيها المسلمون أيها الناس أجمعون هذه بعض توجيهات عن أخلاق السلف الصالح التي تلقوها من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
هذا ما يجب علينا جميعًا أن نتأسى به، وأن نكون في الطريق الصحيح الذي يوصلنا إلى ربنا جل جلاله ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (الأنعام: من الآية 135) ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)﴾ (غافر) صدق الله العظيم.

مصري يخترع محرك سيارة يعمل بالماء

قام احمد المصري بإختراع محرك سيارة يعمل بالماء، يعتبره ثورة في عالم النقل والبيئة والطاقة، تعتمد فكرته على استخدام الماء الذي يحتوي على ثاني أكسيد الكربون والذي سيساعد على إصدار طاقة متجددة، تسمح بدوران المحرك.
في تقرير عرضه برنامج القاهرة اليوم على قناة أوربت، قال المصري مخترع
المحرك، أن الدورة الأولى للموتور ستدار بالبنزين، ثم يتكثف الدخان الخارج في تنك الماء، والتي سيتحول إلى عنصري الأكسجين والنيتروجين فتصدر الطاقة المتجددة، والتي ستستخدم بعد ذلك في استمرار دوران الموتور دون أن يقل البنزين نهائيًا.
وأضاف المصري أن تلك الفكرة ستقلل من استهلاك الوقود لأكثر من 80% من سيارات العالم، التي ستصدر هواءًا باردًا يساعد على تلطيف الجو ويقلل من ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض.

وقام المصري بعرض إختراع آخر له عبارة عن جهاز محرقة يساعد على التخلص من جميع أنواع النفايات، التي ستوضع في مكان بالجهاز به ماء، ثم يتم الإشعال فيها، فتتحول إلى رماد ودخان يدوبان في الماء.
وعلى حسب قوله أن تلك المياه صالحة للري وللشرب أيضًا، لأنها تحتوي على النيتروجين المفيد لتقوية عضلات القلب.
واكد المصري أن التحاليل الكيميائية أثبتت خلو الماء من أي سموم، وأكد أنه عرض فكرته على مسئولين بوزارة الري، إلا أنهم قالوا له " فوت علينا بكرة" على حد تعبيره.

المسجد النبوى الشريف




المسجد النبوى الشريف


حوار بين واحد فيلسوف وواحد امي "شيق للغاية"


واحد فيلسوف وواحد أمي

راحوا رحله تخييم فى الغابه
وبعد ما وصلوا الى بقعه جميله...
أعدوا خيمتهم وتناولو العشاء وتسامروا
ثم ذهبوا للخيمه للنوم
وبعد منتصف الليل... ايقظ الامي صديقه الفيلسوف
وقال له: انظر الى الاعلى وقل لى ماذا ترى؟
فقال الفيلسوف: أرى ملايين النجوم
فسأله: وماذا تكتشف من هذا؟
ففكر الفيلسوف قليلا وقال:
لو قلنا فلكيا ، فهذا يدلنا على وجود مئات وملايين الكواكب والمجرات
اما بالنسبه للوقت فتقريبا الساعه الان قبل الثالثه صباحا بدقائق،
وبالنسبه للجو....فأظن ان الجو سيكون صحوا وجميلا غدآ
ثم أخيرآ فإن الله سبحانه وتعالى يرينا قدرته ، وكم نحن ضعفاء وتافهين بالنسبه لهذا الكون العظيم
لكن قللى انت: على ماذا يدلك هذا المنظر...؟

فقال الأمي :
ياحمار ، خيمتنا انسرقت

الاثنين، 19 أبريل 2010

بعد أكثر من ثلاث سنوات حبسًا في القضية العسكرية الأخيرة(ألم يئِنِ الأوان لرفع الظلم عن المظلومين؟!!)

رسالة من: د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومن تبع هداه إلى يوم الدين، وبعد..
يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا".. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".

بعد مضيِّ أكثر من ثلاث سنوات حبسًا في القضية العسكرية الأخيرة (2 لسنة 2007 جنايات عسكرية عليا) ألم يئِنِ الأوان لرفع الظلم البيِّن الواضح الذي لحق بالمهندس خيرت الشاطر وإخوانه الكرام حسن مالك وأحمد شوشة وأحمد أشرف وصادق الشرقاوي؛ الذين لا يزالون رهن السجن، ويعانون من أمراض خطيرة تهدِّد حياتهم جميعًا، ويعانون قسوة الظلم والسجن والمرض؟!

لقد صاحبت تلك القضية بالذات عدة ظواهر مقلقة ومزعجة ضاعفت شعور الإخوان جميعًا بالظلم، وخاصةً الذين تمَّت محاكمتهم وأسرهم والعاملين معهم والقريبين منهم، بما يؤكد ضرورة المسارعة برفع الظلم ورد الحقوق:
أولاً: الإصرار على استمرار المحاكم العسكرية والاستثنائية للمواطنين العاديين؛ ما يمثِّل خرقًا للدستور والقانون، فهذه هي المحاكمة السابعة لعدد كبير من قيادات الإخوان المسلمين، لم يمارسوا أي أعمال عنف أو تهديدًا بالعنف، ولم يرتكبوا أية جريمة في حق مصر وأمنها، وبذلك يكون مجموع من تمَّت محاكمتهم عسكريًّا (178) أخًا صدر ضد (118)أحكام من محاكم استثنائية وغير مختصة، وبكل المعايير الدستورية والدولية، فهذه أحكامٌ باطلةٌ ساقطةٌ مهدرةٌ من محاكم سياسية على اتهامات سياسية.

ونحن إذْ ندعو إلى وقف تلك الممارسة المشينة لمصر وإلغاء جميع أحكام المحاكم العسكرية في حق المدنيين، فإننا نؤكد ضرورة إلغاء المادة 179 من التعديلات الدستورية الأخيرة التي تقنّن دستوريًّا إنشاء محاكم استثنائية خارج الإطار القانوني الطبيعي؛ ما يهدِّد دولة القانون.

ثانيًا: إهدار أحكام القضاء الطبيعي أكثر من مرة فقد صدرت 3 أحكام ملزمة بإخلاء سبيل هؤلاء الإخوان الكرام، ومع ذلك أصرَّت أجهزة الأمن على احتجازهم باعتقالات إدارية، ثمَّ إحالتهم إلى محاكم عسكرية غير مختصة بمحاكمة المدنيين، وقد استمرت تلك الممارسات في قضايا أخرى؛ ما يهدِر أحكام القضاء ويفقد المواطنين الثقة في القضاء العادل ويهدِّد استقلال القضاء.

ثالثًا: القسوة البالغة في الأحكام والتي وصلت للمرة الأولى إلى أحكام بالسجن لعشر سنوات على متهمين غائبين؛ بهدف منعهم من دخول البلاد، ثم أحكام بسبع سنوات على المهندس خيرت الشاطر والأستاذ حسن مالك، والإصرار على تأكيد تلك الأحكام مع مرحلة النقض العسكري، والتي كان الجميع ينتظر منها أن تعيد الأمور إلى نصابها المعقول؛ بما يخفف الظلم الفادح الواقع على هؤلاء الإخوان، وبما يوضح أن مرحلة النقض ليست بأفضل من المرحلة الأولى، وأنه لا يتمَّ إطلاقًا تطبيع القضاء العسكري وإحالته إلى قضاء طبيعي، بل ظلَّ محتفظًا بطابعه الاستثنائي الخاص الذي يجب أن يظلَّ في إطار محاكمة العسكريين فقط، ويجب ألا يتدخَّل في محاكمة المواطنين الطبيعيين أبدًا بحال من الأحوال.

رابعًا: العقاب الجماعي والاقتصادي لكل العاملين في الشركات الخاصة برجال الأعمال الذين زخرت بهم هذه القضية بالذات، والتي أدَّت إلى خسائر فادحة لتلك الشركات، وهؤلاء جميعًا- حتى الذين حصلوا على البراءة- ما زالوا يعانون من غلق شركاتهم، وتجميد أموالهم وأرصدتهم في البنوك، وتعليق أعمالهم السابقة ومطاردتهم في أرزاقهم، رغم صدور عدة تقارير رسمية بتبرئة شركات هؤلاء الإخوة ومؤسساتهم من تهم غسيل الأموال الظالمة، وكانت سببًا في تشويه متعمَّد لكفاح هؤلاء الإخوة وعصاميَّتهم.. هذا ظلمٌ لمئات الأسر التي تسعى بجد وتكدُّ بدأب في سبيل الرزق الحلال وتعمل من أجل تنمية مجتمعهم ورفعة شأنه.

ونحن نناشد أصحاب الفكر جميعًا التصدي إلى تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدِّد التنمية والاستثمار في مصر وتطرد المستثمرين خارج البلاد؛ حيث تُدمّر مؤسساتٍ اقتصاديةً رائدةً لخصومة سياسية ظالمة، كما نطالب بإعادة الأموال المغتصبة وفتح الشركات المغلقة إلى أصحابها.

خامسًا: العقاب على النجاح.. كانت هذه القضية بالذات عقابًا للإخوان المسلمين على نجاحهم الكبير في انتخابات مجلس الشعب 2005م؛ أي قبل سنة واحدة من تفجير تلك القضية الظالمة، عقابًا لكل من أسهم في نجاح المرشحين أو من تظن به أجهزة الأمن أنه أسهم في دعم مرشحي الإخوان بأية طريقة، والله تعالى يقول: ﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ﴾ (الرحمن: 60)، بينما يقول النظام في بلدنا إن جزاء النجاح هو العقاب للأبرياء ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ (النمل: من الآية 56).

وفي هذا- لو يعلمون- إنهاءٌ للحياة السياسية تمامًا، ورسالةٌ لكل الفاعلين السياسيين؛ مفادُها أنه لا أملَ في إصلاح دستوري وسياسي؛ ما يفقد الشعب والقوى السياسية الثقة في كل شعارات الإصلاح.

سادسًا: خلق عداوة بين الأزهر وبين الإخوان، حاولت أجهزة الأمن بكل دأب زرع عداوة بين الأزهر الشريف كمؤسسة تعليمية دينية وقياداتها، وبين الإخوان المسلمين كهيئة شعبية إسلامية وشباب الأزهر من أساتذته من المقتنعين بفكر الإخوان المسلمين الوسطي المعتدل؛ الذي شهدت له الدراسات الموثقة في جامعة الأزهر الشريف والتقارير الرسمية الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية، ولا يمكن للإخوان أن يُستدرَجوا إلى عداوة مصطنعة مع أية هيئة إسلامية أو جماعة إسلامية، وإن اختلفت معها في بعض الفروع الفقهية أو الآراء السياسية، فنحن يجمعنا مع كل من يعمل من أجل رفعة الإسلام وإعلاء شأنه حب وإخاء وتعاون وولاء.

سابعًا: الدور المشبوه الذي لعبه بعض المنتسبين للإعلام في هذه القضية، والذي أسهم في خلق صورة ذهنية سلبية ومشوهة للشباب البريء الذي بدأت القضية باستعراضه الرياضي لفنون الدفاع عن النفس، كالكاراتيه والكونغ فو، والذي تسبَّبت الأقنعة السوداء في التلبيس على الرأي العام، بينما كان الظن بالإعلام الحر أن يجلي وجه الحقيقة بحوارات مع الشباب وإظهار نيتهم الصادقة واهتمامهم بقضايا وطنهم المصري العربي والإسلامي وباستثناء عدد محدود من الإعلاميين، فقد سارع أغلبيتهم في استثمار مناخ الإثارة والتهييج تليفزيونيًّا وصحفيًّا؛ ما أدَّى إلى مشاركتهم الفعلية في الظلم الواقع على الشباب الذين برَّأتهم في النهاية أجهزة التحقيق فلم يتمَّ تقديمهم إلى المحاكمة، وبقي الظلم الفادح البين الذي وقع على قيادات الإخوان القابعين الآن خلف الأسوار من أساتذة جامعات ورجال أعمال شرفاء وقادة شعبيين، والسؤال الآن وبعد مضيِّ تلك السنوات ألا يشعر هؤلاء الذين أسهموا في ذلك الظلم بفداحة ما أقدموا عليه، وضرورة مراجعة النفس، والاعتذار الفعلي لهؤلاء جميعًا ولأسرهم التي ما زالت تعاني من آثار الظلم، وستبقى علاقتنا برجال الإعلام جميعهم ووسائل الإعلام كافةً تقوم على الصدق والمصارحة والإنصاف.

أما الذين تولَّوا كبْرَ هذا الظلم فنقول لهم بادروا برفع الظلم ورد الاعتبار للمظلومين؛ عسى أن يخفف ذلك عنكم بين يدي الحكَم العدل الذي يحاسب الناس بمثقال الذرِّ.. ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) (الزلزلة: 7-8)، فأحبُّ إلينا أن يقبل الله توبتكم من أن يُنزل بكم عقوبته؛ فنحن صابرون بحول الله وقوته، ماضون إلى ما يحقِّق رفعة ديننا وأوطاننا، لا نسألكم إلا المودة في القربى.

أما أنتم أيها الإخوة المبتلون..
فهنيئًا لكم صبركم الجميل، والله المستعان على هداية كل من أسهم في ظلمكم بردِّ بعض حقكم إليكم، ولن يوفِّي جزاءكم إلا الله الغفور الشكور.

وأنتم أيها الإخوان المسلمون..
لقد علمتم أن طريقكم هو طريق الابتلاء والتضحية في سبيل الله تعالى، لا تبغون إلا وجهه الكريم، ولا تقصدون إلا رضاه.

ويا شعب مصر العظيم..
لا نمنُّ على أحد بتضحياتنا، ولا نطلب الجزاء إلا من ربنا، ولكننا نقول لكم إن المطالبة بالإصلاح والتغيير تقتضي دفع ثمن ذلك من التعب والجهد والعناء، والوقوف مع الحق وفي وجه كل صور الظلم والفساد والاستبداد، فهيَّا إلى العمل والبذل والتضحية، فلا يضيع حق وراءه مطالب.
والله أكبر ولله الحمد..

حديث المرشد العام للاخوان فى العاشرة مساء الجزء السادس بتارخ 14/4/2010

الجمعة، 16 أبريل 2010

رسالتي إلى جميع الأحباب (1)

كتب الشيخ محمد علي الكيلاني أحد علماء الإسلام في الشام؛ وهو عالم من أصحاب المكانة والتقدير لعلمه وورعه، بعد أن زار مصر أيام الإمام البنا، وشاهد نشاط الإخوان وحركتهم المباركة وفكرهم المعتدل الشامل للإسلام، في مجلة (الوحدة الإسلامية)، يقول فيها: "خذوا القدوة الطيبة الصالحة من إخواننا في مصر"، وهو يعرض في مقاله لفهم الإخوان المسلمين وفي أسلوبهم في العمل، ومن واقع ما شاهده أثناء زيارته لمصر، ونادى أبناء الشام ليأخذوا القدوة الطيبة الصالحة من إخوان مصر، ويؤكد ضرورة الالتزام والفهم والسلوك.

ويوجه رسائله إلى شتى أنحاء العالم الإسلامي يدعوه إلى السير في هذا الطريق؛ فهو الحل الوحيد للإنقاذ، وإخراج الأمة من الظلمات إلى النور ومنع الفتن، وكشف الكارهين للإسلام والناقمين عليه اللذين ماتت ضمائرهم وعميت عيونهم عن الضوء وعن النور.

يقول رحمه الله في رسائله: أيها المسلمون.. طبقوا العلم على العمل، واستجيبوا لله ورسوله إذا دعاكم لما يحييكم، لقد قال الرجل في خطابه: لقد ألَّف الإمام المربي والقائد العظيم حسن البنا قلوبًا تنبض بهذا الحق، وتسعى لنصرته في الشدة قبل الرخاء، وفي العسر قبل اليسر، وفي الضيق قبل السعة؛ إن لسان حالهم يقول قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، إنهم فقراء لكنهم كرماء قليلو المال؛ لكنهم أسخياء، أقبل الناس عليهم وهتفوا لهم من أعماقهم؛ هؤلاء الرجال الذين ينقذون الأمة ويقودونها إلى بر السلامة.

يقول الرجل: لقد دبروا أمورهم بصورة لم يسبق إليها أحد، واهتدوا إلى الدواء النافع والعلاج الناجع، لقد استمدوا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجه وزاده؛ ليكون على بصيرة في الدعوة إلى الله وفقه ما ورد عن السلف الصالح من أعمال وفهم صحيح لكتاب الله وسنة رسوله، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ".

ولقد ركَّز رحمه الله ورضي عنه على سبعة مبادئ، جمعت خيري الدنيا والآخرة، فأوجب على كل من ينتمي إلى هذه الدعوة أن يتمسك بعقيدة الإسلام السامية السمحة، وأن يتعهد بالعمل بها ولها، تأكيدًا أن الأقوال إذا لم تقترن بالأفعال لا تجدي نفعًا، وأن هذا هو عمل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يتعهد أصحابه بالجمع بين العلم والعمل.

وها نحن نرى الكثير من العلماء والخطباء والدعاة في شتى أنحاء العالم العربي والإسلامي يلقون الخطب والمواعظ، ثم يكون التأثير وقتيًّا في نفوس السامعين؛ لكن حين يخرج أكثرهم من المحاضرات أو المساجد تذوب هذه الأشياء.

لكن الطريق العملي المبارك الذي سلكه الإمام البنا ومن على دربه من العلماء والدعاة؛ استطاعوا أن يوثقوا علاقة المسلم بإسلامه وبدينه وبدعوته، فسارت الدعوة هي كل همهم وكل حياتهم، يعيشون لها وبها ومن أجلها.

لقد نجحت دعوة الإخوان المسلمين في وصل الحاضر بالماضي، وفهم الواقع على حقيقته واحترام جميع الهيئات والأشخاص والدعوات إلى اليوم، وأصبحت تتحمل في سبيل هذه الدعوة وفي سبيل العمل لها الكثير منا، ولا تفضلاً على أحد ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (الحجرات: من الآية 17).

أيها الإخوان.. هذه رسالة من الماضي المجيد، علَّقت عليها تعليقات خفيفة لعالم صادق من علماء الإسلام رأى الحق؛ فاعترف به وانطلق يبشر به مناديًا المسلمين في كل مكان أن يعودوا إلى الله.

والإخوان المسلمون مضى عليهم وعلى جهادهم أكثر من 80 سنةً، كلها صفة بيضاء نقية خالصة، وكلها حرص على هداية الجميع، وكلها تقدير للعاملين للإسلام أينما كانوا وحيثما حلوا.

وهذه باقة أخرى من الورد، مقتطفات من شعر الشيخ القرضاوي- حفظه الله- مضى عليها أكثر من 50 سنةً، يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فيقول ذاكرًا بعض جوانب العظمة في هذه الدعوة:
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفينة فما ضلوا وما وقفوا وكيف لا وقد اختاروك ربانا
دستورهم لا فرنسا قننته ولا روما ولكن اختاروه قرآنا
دفعوا ضريبته للدين من دمهم والناس تزعم نصر الدين مجانا
دفعوا ضريبته صبرًا على محن صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
الله أكبر ما زالت هتافهم لا يسقطون ولا يحيون إنسانا

رسالتي إلى جميع الأحباب (2)

دروس من أخلاق النبوة
أيها الأحباب.. هذا مكانكم وهذه منزلتكم السامية العظيمة نوضحها لكم بهذا المقال، فاحرصوا على قراءتها بل ومدارستها بل والتأمل فيها ومحاولة الاقتداء برسولكم- صلى الله عليه وسلم- الذي تذكرونه صباح مساء، وتصلون وتسلمون عليه في كل صلاة، فهو صلى الله عليه وسلم قريب منكم، فأنتم ترونه وتنظرون إليه من خلال المعايشة.. وقولكم دائمًا: الرسول زعيمنا يتطلب منكم خطوة، بل خطوات إلى أقواله وأفعاله وحياته كلها، فهو صلى الله عليه وسلم القيادة التي تهوي إليها الأفئدة وتميل إليها القلوب، فما أحوجنا إلى الاقتداء به ومعايشته أناء الليل وأطراف النهار، معايشة مَن يريد أن يحيا أكرم حياة وأصدق حياة.

يقول أحد التابعين لأحد الصحابة: "يا عم.. هل أدركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال: نعم يا ابن أخي. قال التابعي: فكيف كان حالكم معه؟ ورد الصحابي: والله يا ابن أخي كنا نجهد في اللحاق به، وكان من أكثرنا تحملاً، خاصةً في أوقات الشدائد والكروب.. فكنا نتقي به العدو. قال التابعي: والله يا عم لو أدركنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصاحبناه لحملناه على رءوسنا، ولما تركناه يمشي.. اعترافًا بفضله علينا وعلى البشرية كلها.

وكان سلفنا الصالح إذا سمع متحدثًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتبه وأصغى وتعلق بالمتحدث؛ لأنه سيسمع أصدق قول وأشرف قول عرفته البشرية، فكونوا كهؤلاء المؤمنين، واغتنموا الدواء، وطبقوا ما فيه سعادتكم وفلاحكم في الدنيا والآخرة.

أخي الحبيب.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في سمو الخلق، وكرم الطباع، وسماحة النفس، وكان حسبُ أعدى أعدائه وخصومه أن يجلسوا معه لحظات من الزمن؛ حتى يأسر قلوبهم بأخلاقه وسجاياه، ولقد سُئلت عائشة- رضي الله عنها- عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان خلقه القرآن"؛ أيْ كان الصورةَ العملية لتعاليم القرآن ومثله السامية، إنَّ سمو النفس من سمو هذه الرسالة، وإنَّ عظمة هذه النفس من عظمة هذه الرسالة.

يقول صاحب الظلال رحمه الله: "والناظر في هذه الرسالة كالناظر في سيرة رسولها صلى الله عليه وسلم يجد العنصر الأخلاقي بارزًا أصيلاً تقوم عليه أصولها التشريعية وأصولها التهذيبية على السواء، الدعوة الكبرى في هذه العقيدة إلى الطهارة، والنظافة، والأمانة، والصدق، والعدل، والرحمة، والبر، وحفظ العهد، ومطابقة القول للفعل، ومطابقتها معًا للنية والضمير، والنهي عن الجور والظلم، والخداع والغش، وأكل أموال الناس بالباطل، والاعتداء على الأعراض والحرمات، وإشاعة الفاحشة بأي صورةٍ من الصور، والتشريعات في هذه العقيدة لحماية هذه الأسس، وصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور والسلوك وفي أعماق الضمير، وفي واقع المجتمع، وفي العلاقات الفردية والجماعية والدولية على السواء".

أيها الأحباب.. يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)﴾ (فصلت).

هذه الآيات تُصور لنا لونًا من التأديب الإلهي؛ فإن معالجة المشاكل والأزمات والخصومات بالطرق الودية الحسنة تؤثر بلا شك في الخضوع تأثيرًا بالغًا، ونحن- الإخوان المسلمين- أحقُّ الناس قاطبةً بهذه الأخلاق، فلا يؤثر علينا غيرها، ولا يروى عنا سواها؛ حتى تكون ملازمةً لنا في جميع الأحوال، ولكن المشكلة هنا في القدرة على ضبط النفس والصبر وكظم الغيظ والارتقاء فوق شهوات الانتفاع.

وصفات المؤمنين الثابتة في القرآن الذين أُعدت لهم جنات عرضها السماوات والأرض هي هذه.

قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)﴾ (آل عمران) فمن يقول وينادي: إن القرآن الكريم دستورنا، فهذا هو دستوركم فالتزموا به، وقفوا عند حدوده لا تتعدوها مهما كانت الظروف، ومهما وضح أمامكم كيد الآخرين، وهذا هو إمامكم العظيم الشهيد حسن البنا رحمه الله يقول بأعلى صوته: "إني لو أعلم أن لي دعوة مستجابة عند الله لدعوتها لفاروق، فإن بصلاحه سيصلح خلق كثير"؛ ولذلك فإن هذه الأخلاق يسارع إليها الدعاة ويتلمسونها ويدربون أنفسهم عليها.. قال تعالى: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)﴾ (فصلت). فكونوا أنتم أيها الأحباب.. في بيوتكم ومع أولادكم ومع زوجاتكم الطاهرات العفيفات ومع جيرانكم ومع القريب والبعيد كذلك، تجدون الثمرة قريبة جدًّا، وهي: إقبال الناس عليكم وإيمانهم بصدقكم.

كما يجب على أصحاب الدعوات الذين رهنوا أنفسهم بل وحياتهم كلها لهذا الأمر العظيم أن يعتقدوا أن معالجة المشاكل ومقابلة السيئة بالحسنة هي الدواء للقلوب والنفوس للبعيد والقريب على السواء، وصدق الله العظيم ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)﴾ (فصلت).

أيها الأحباب.. إن ما نقوله وما نذِّكر به ليس مجرد شعارات أو نظريات جوفاء بل هي في تاريخنا كله كانت واقعًا عمليًّا حيًّا يمشي على الأرض.. التمس هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما غضب لنفسه قط إلا أن تُنتهك حرمة من حرمات الله، وهذا إمامكم الإمام البنا يدخل عليه رجل من زملائه في دار العلوم، وكان رجلاً متشددًا فقال بصوتٍ مرتفع: يا حسن أفندي- يقصد الإمام- فرد عليه: نعم سيدي، قال الرجل في حدة وغضب: أنا أكرهك. فرد عليه في هدوء: وأنا أحبك. فازداد الرجل غضبًا وقال: والله العظيم أنا أكرهك. فرد الإمام البنا في هدوء: وأنا والله العظيم أحبك. فقال الرجل: وهذا الأسلوب منك هو الذي يبغضني فيك. فقال الإمام في هدوء: وهذا الأسلوب منك هو الذي يحببك إليَّ. فلم يجد الرجل فرصة أكثر من أن يستحي ويخرج من مجلس الإمام.

ولذلك قال الإمام البنا هذه العبارة التي لم نسمعها قط إلا منه: "نحن نقاتل الناس بالحب".

أيها الأحباب.. هذا طريقكم فاعرفوه وتمسكوا به.. وهذه دعوتكم فحافظوا عليها.. وهؤلاء الناس جميعًا من حولكم فتقربوا منهم لله وزوروهم في الله- واقضوا مصالحهم لله- وكونوا من الذين قال الله فيهم: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمْ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14)﴾ (الإنسان).

اللهم اجعلنا وإياكم وسائر المسلمين من أهل الجنة، ومن أهل الفردوس الأعلى، وارزقنا الخُلق الحسن والكلمة الطيبة والحب الحقيقي لكل الناس، والرفق بهم، ومقابلة السيئة بالحسنة.. اللهم آمين.

الرسالة الرابعة إلى الأحباب

الدعوة إلى الله.. بين القول والعمل والمدارسة والممارسة
يُدرك المؤمن الحق أن من طبيعة الإسلام ومن عظمة منهجه أنه قولٌ وعملٌ، فالإيمان نطقٌ باللسان وتصديقٌ بالجنان وعملٌ بالأركان، وهذا هو مدلول الشهادتين، ولا يكون إسلامنا نظريًّا، فالإسلام النظري يختلف تمامًا عن الإسلام الذي استقرَّ في القلب، وسكن بين الجوانح، وأصبح يحرِّك الإنسان لجميع الطاعات بشوق وحب واشتياق، كل ذلك تطلعًا لا إلى دنيا ولا إلى مراتب دنيوية ومكاسب مادية، لكنه تطلُّعٌ فوق ذلك، تطلُّعٌ إلى جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين، تطلُّعٌ إلى مقامات عليا وأهداف سامية ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)﴾ (القصص).

تعلَّمنا هذا وغيره الكثير من هذه الدعوة المباركة، دعوة الإسلام في القرن العشرين، ومن قائدها ومربيها الإمام البنا، ومن جاء من بعده من تلاميذه وأتباعه الذين حملوا الراية، وحافظوا عليها وما زالوا يحملونها جيلاً بعد جيل؛ حتى يرث الله الأرض ومن عليها إن شاء الله.

وتعلمنا من القرآن الكريم أن الأمة الإسلامية كلَّها من أولها إلى آخرها ومن صغيرها إلى كبيرها لا غنى لها عن هذا الدين، فلا تستطيع أن تحيا بدونه، ولا أن تعيش بغيره، وهي في المقام الكبير السامي العظيم حين تلبس هذا الثوب الرباني الذي يشرفها بين الأمم، ويجعلها شاهدةً عليها وقائدةً لها قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (البقرة: من الآية 143).

هذه الشهادة وهذه القيادة تستحقها هذه الأمة وهي تحمل الراية، فإذا تخلَّت عنها فقدت مكانتها وصارت ذيلاً بين أمم الأرض، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)﴾ (الحج)، وقال فيها: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ (110)﴾ (آل عمران). وقال الله للأمة الإسلامية كلها أنتم صمام الأمن، بوجودكم تحفظ الأمة كلها بأمر الله عزَّ وجلَّ، قال تعالى بصراحة ووضوح وإنذار يُوقظ النائم ويهتزُّ له الوجدان خوفًا من هذه العواقب التي ينبغي على الجميع من علماء ومربِّين أن يعوها، وأن يذكَروا بها في كلِّ مكان قال تعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)﴾ (الفرقان).

ولقد كانت هذه الآيات وأمثالها- وما زالت- تعزيةً للمؤمنين، ومسحًا على صدورهم عمَّا يلاقونه وينزل بهم من عنتٍ وإرهاقٍ، وما يدبَّر لهم من افتراءٍ وكيدٍ لا مبرِّر له أبدًا، ولا مكان له؛ فالإمام البنا رحمه الله كان يقول بكل صراحة وصدق: "لو أعلم أن لي دعوةً مستجابةً عند الله لدعوتها لفاروق، فإن بصلاحه سيصلح خلق كثير".

ولطالما نصح الإخوان وكل غيور على هذه الأمة قديمًا وحديثًا النصيحة الخالصة لوجه الله؛ للكبير والصغير والحاكم والمحكموم والغني والفقير؛ لأنهم يُحبون الجميع، ويشفقون على الجميع، ويتمنَّون لهم مستقبلاً كريمًا، وحياةً طيبةً في ظلِّ طاعة الله.

فما قيمة هذه الملايين وما ميزانها عند الله إن لم تكن طائعةً له مستجيبةً لأمره خاشعةً بين يديه؟ ما قيمة هؤلاء جميعًا لولا القلة المؤمنة المطاردة، وكل من كان على دربها من الصالحين والأبرار من روَّاد بيوت الله التالين لكتاب الله الصادقين مع ربهم، التي تدعو ربها آناء الليل وأطراف النار أن يرفع مقته ويرحم الجميع، جاء في الأثر: "لولا شيوخ ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتَّع؛ لصُبَّ عليكم العذاب صبًّا"، وورد أن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، وأن الدعاء يلتقي بالقضاء بين السماء والأرض فيعتلجان- يتدافعان- إلى يوم القيامة؛ القضاء نازل والدعاء صاعد إلى أن تقوم الساعة.

ما هي هذه الأرض؟ وما هذا الكون من أوله إلى آخره؟ الذي يضمُّ البشرية جميعًا، ما هؤلاء جميعًا وغيرهم إلا في ميزان الله.. كل هؤلاء عند الله إن هم إلا صفحة واحدة في كتاب ضخم لا يعلم عدد صفحاته إلا الله سبحانه وتعالى.

وإن الإنسان مع هذا الوجود المحدود والعمر المعدود والطاقات الهزيلة لينتفخ وينتعش ويتضاءل ويعربد وينسى أنه ذرة في هذا الكون الهائل؛ حتى إنه ليخالف أمر من خلقه وسوَّاه وصنعه وربَّاه ورزقه واجتباه وعلَّمه ما لم يكن يعلم.

من أنت أيها الضعيف؟ أيها الهيِّن.. من تكون؟ من الذي يشفيك إذا مرضت؟ من الذي يغنيك إذا افتقرت؟ من الذي يعلمك إذا جهلت؟ من الذي يربيك؟ من الذي تعهَّدك في بطن أمك؟ قال المعترفون بفضل الله من أنبياء الله ورسله قالوا لنا هذه الحقيقة قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)﴾ (الشعراء).

هذا الضعف وهذه الحاجة التي ذكرناها تظل هي كيانه كله حتى يتصل بربه، وحتى يعرف طريقه إلى الله، وحتى يكون من الطائعين له الخائفين منه الراجين لرحمته، وعندئذٍ يكون شيئًا في ميزان الله، وقد يرجح ملائكة الرحمن في هذا الميزان، فضلاً عن الله وحده ونعمه الذي كرمه، وأسجد له ملائكته، وسخَّر له ما في هذا الكون.

أيها الأحباب.. إن الله عزَّ وجلَّ حين يقول لنا معاتبًا ومعلمًا ومبينًا لحقيقة كبرى من الحقائق- رغم أن الذي حدث كان من طائفة من المؤمنين- وهو قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3)﴾ (الصف). فإنه سبحانه يدلُّنا في حسم وحزم على أن حياة الدعوة إلى الله لا تكون إلا بالعمل، فالعمل وحده يرسي قواعدها، ويُظهر كيانها، ويفرض وجودها.

إن الأمر وهو القول الأجوف والدعاوى العريضة بلا عمل ولا تطبيق ولا التزام، أمورٌ يكرهها الله أشدَّ الكره، ويمقتها ويمقت أهلها الذين لا يستحيون من الله ولا يخافون من بأسه- كلام كثير وأصوات عالية وطنين لهذه الأصوات يصمُّ الأذان- طبول تدقُّ هنا وهناك.. ثم لا شيء، لا أثر ولا نتيجة تُذكر أو ثمر يظهر.. هل هذه حياة يقبلها المؤمن أو يرضى عن نفسه أن يكون في هذا الموقف والله تعالى يقول لنا: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ (الحديد: من الآية4) ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)﴾ (ق).

أهكذا يكون حمل الأمانة وإبلاغ الرسالة، لقد قالت السيدة خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نزلت عليه سورة المزمل تدعوه إلى الراحة والنوم فقال لها: "مضى عهد النوم يا خديجة" فقام صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين عامًا ما عرف النوم ولا عرف القعود، بل الدعوة والجهاد والغزوات؛ ما أذى أحدًا ولا أساء إلى مخلوق، بل أحسن إلى الجميع حتى إلى من أساءوا إليه، ثم في آخر لحظة من لحظات حياته صعد المنبر، وقال: "أيها الناس.. من كنت جلدت له ظهرًا فهذا ظهري فليجلده.. ومن كنت أخذت منه مالاً فهذا مالي فليأخذ منه.. ومن كنت شتمت له عرضًا فهذا عرضي فليشتمه.. ولا يخشى الشحناء، فإنها ليست من قِبلي".

وظل على هذه الصورة ثلاثة أيام كل يوم يصعد على المنبر ويردد هذه الكلمات.

سيدي يا حبيب الله، أنت حميت الظهور، وصُنت الأموال والأعراض، وحفظت الإنسان وكرامته حيًّا وميتًا رضي الله عنك، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم يوم القيامة في الفردوس الأعلى.. اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين.

الرسالة الخامسة للأحباب

الإمام حسن البنا وموقفه من قضية الدين والسياسة
جاء في الأثر "مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، ويقول الإمام البنا- رحمه الله-: "قلما تجد إنسانًا يتحدث إليك عن السياسة والإسلام إلا وجدته يفصل بينهما فصلاً، ويضع كل واحد من المعنيين في جانب، فهما عند بعض الناس لا يلتقيان ولا يجتمعان، ومن هنا سُميت هذه جمعية إسلامية لا سياسية؛ وذلك اجتماع ديني لا سياسة فيه، ورأيت في صدر قوانين الجمعيات الإسلامية ومناهجها (لا تتعرض الجمعية للشئون السياسية)".

لكن نحب أن نُوضِّح للإخوة الأحباب من أين جاءت هذه الشبهة؟ وأين نبتت تلك الفرية؟

إن قصة العزلة بين الدين والدنيا أو بين الدين والسياسة لم تنبت أبدًا في بلاد العالم الإسلامي، ولم يعرفها الإسلام وعبارات تخدير الدين للمشاعر، والدين أفيون الشعوب أكاذيب لم تكن يومًا من الأيام وليدة هذا الدين أبدًا، ولم تعرفها نظمه أو طبيعته، لكنها من الأمور المستوردة والمسلمين لا يحاولون التفتيش عن أصلها والبحث عن مصدرها ونشأتها.

لقد نشأت هذه العزلة في الغرب، وانصرف رجال الدين إلى محاولات الإصلاح من جانب والتطهير الروحي والوجداني من جانبٍ آخر؛ أي أن قضية العزلة بين الدين والحياة أو بين الدين والسياسة بعيدة كل البعد عن الإسلام ونظامه.

يقول الإمام البنا في سبب العزلة بين الدين والسياسة: "إن غير المسلمين حينما جهلوا هذا الإسلام، أو حينما أعياهم أمره وثباته في نفوس أتباعه ورسوخه في قلوب المؤمنين به، واستعداد كل مسلم لتفديته بالنفس والمال، ولم يحاولوا أن يجرحوا في نفوس المسلمين اسم الإسلام ولا مظاهره وشكلياته ولكنهم حاولوا أن يحصروا معناه في دائرة ضيقة تذهب بكل ما فيه من نواحٍ قويةٍ عملية، وإن تُركت للمسلمين بعد ذلك قشورًا من الألقاب والأشكال والمظهريات لا تسمن ولا تغني من جوع.. فأفهموا المسلمين أن الإسلام شيء والاجتماع شيء آخر، وأن الإسلام شيء والقانون شيء آخر، وأن الإسلام شيء ومسائل الاقتصاد لا تتصل به، وأن الإسلام شيء والثقافة العامة سواه، وأن الإسلام شيء يجب أن يكون بعيدًا عن السياسة.

يقول الشاعر:
فقل لمَن ظنَّ أن الدينَ منفصلٌ.. عن السياسة خذيًا غِرّ برهانا
هل كان أحمد يومًا جِلْسَ صومعة.. أو كان أصحابه في الدين رهبانا
يرضى النبي أبا بكر لدينهمو.. فيعلن الجمع نرضاه لدنيانا
لقد رأى القوم في الغرب أن الدين لا يصلح للحياة فقالوا: الدين صلة بين العبد والرب، واتسعت هذه القضية فيما بينهم ما شاء لها أن تتسع، وهم أحرار في مفاهيمهم كما يشاءون، لكن ما بالنا نحن المسلمين وهذا كله، وحياتنا في ظلِّ الإسلام من أوله إلى آخره تقول غير هذا، وأيضًا طبيعة تاريخنا تقول إن طبيعة الإسلام وظروفه ليست في شيء من هذا جميعه، ولقد نشأ الإسلام بأرض وصحراء وبيداء لا سلطان لإمبراطوريات ولا لملوك عليها، نشأ الإسلام في مجتمعٍ بدوي قبلي ليست به أوضاع أو قوانين من نوعٍ ما كان في الإمبراطورية الرومانية مثلاً، وكان هذا أنسب وضع لهذا الدين في نشأته الأولى ليصنع المجتمع الحرَّ الذي يريده نموذجًا بلا ضغط ولا عوائق، ويصنعه صناعةً ربانيةً من نوعٍ جديدٍ في كل شيء يتولى القرآن ضميره وروحه، كما يتولى سلوكه ومعاملاته وقوانينه ونظمه.. مجتمع يجمع بين الدين والدنيا، وبين الدنيا والآخرة، في توجيهاته وتشريعاته، مجتمع قد قام على أساس توحيد عالم الأرض وعالم السماء في نظامٍ واحدٍ يعيش في ضمير الفرد، كما يعيش في واقع الحياة لا ينفصل فيه النشاط العملي عن الوازع الديني.

إن دين الإسلام العالمي الرباني لا يمكن أبدًا عزله عن الحياة، ووضعه في المتحف أو على الأرفف أو مطاردته ليدخل المسجد فقط، فلا يخرج منه وأحكامه وشرائعه ونظمه مبعدة عن الحياة.

يقول الإمام البنا: "وأعتقد أن أسلافنا- رضوان الله عليهم- ما فهموا للإسلام معنى غير هذا؛ فبه كانوا يحكمون، وله كانوا يجاهدون، وعلى قواعده كانوا يتعاملون، وفي حدوده كانوا يسيرون في كل شأن من شئون الحياة الدنيا العملية قبل شئون الآخرة الروحية، ورحم الله الخليفة الأول إذْ يقول: لو ضاع مني عقال بعيرٍ لوجدته في كتاب الله".

ويقول رحمه الله أيضًا: "بعد هذا التحديد العام لمعنى الإسلام الشامل ولمعنى السياسة المجردة عن الحزبية أستطيع أن أجهر في صراحةٍ بأن المسلم لن يتم إسلامه إلا إذا كان سياسيًّا، بعيد النظر في شئون أمته، مهتمًا بها غيورًا عليها" (راجع نظرات في رسالة التعاليم صـ299).

إن الإسلام الحنيف يعتبر العبادة هي الحياة كلها خاضعة لشريعة الله متوجهًا بكل نشاط فيها إلى الله، ومن ثم يعد كل خدمة اجتماعية، وكل عمل من أعمال الخير فيه عبادة، يقول- صلى الله عليه وسلم-: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار" (رواه الشيخان).

والإسلام لا وساطةَ فيه بين الخلق والخالق، فكل مسلم في أطراف الأرض وفجاج البحر يستطيع بمفرده أن يتصل بربه، وأن يقف ببابه، وما عليه إلا أن يتوضأ ويتطهر ثم يقول: يا رب: يطلب ما يشاء بلا أي واسطة.. والإمام المسلم في نظام الإسلام لا يستمد ولايته من "الحق الإلهي"، ولا يكون أبدًا واسطة بين الله والناس إنما يستمد ولايته ووجوده من الأمة.

إذن ليس في الإسلام رجل دين ورجل دنيا، ورجل الدين بهذا المفهوم الخاطئ يراد به ألا يعرف شيئًا عن الدنيا أو أحوالها ولا يبدي رأيًّا فيها، وليس في الإسلام أيضًا رجل دنيا معفر بترابها غارق في شهواتها، لكن الإسلام يريده أن يعمل للدنيا ولا ينسى الآخرة.. قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)﴾ (النور).

لكن على وجه اليقين نقول: إن في الإسلام علماء بالدين يفسرونه ويبينونه للناس، وليس للعالم بهذا الدين حق خاص في رقاب المسلمين أو غيرهم، وليس للحاكم أو الأمير في رقابهم إلا تطبيق الشريعة والحكم بما أنزل الله وقيادتهم إلى مرضاة الله والسير بهم على الصراط المستقيم وحراستهم، ولله در القائل: "لو عثرة بغلة بشط العراق لسئلت عنها بين يدي الله لما لم أسو لها الطريق".

أرسلت امرأة من الجيزة بمصر تسمى (فرتونة السوداء) رسالة إلى عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- تقول له: إن حوائط بيتي قصيرة وإن دجاجي يقفز من فوقها، وأنا امرأة عجوز، وقرأ عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الرسالة، وأرسل من فوره إلى وإليه بمصر يقول له: إذا أتتك رسالتي فقم من فورك، واذهب إلى الجيزة وابحث عن (فرتونة السوداء)، فتعلى لها حوائطها وتخبرني بما فعلت: ووصلت الرسالة إلى واليه بمصر فقام من فوره وذهب إلى الجيزة، وسأل عن المرأة حتى وجدها؛ امرأة عجوز سوداء مسنة فأعلى لها حوائطها في الحال وحفظ لها دجاجها الذي يتفلت منها.

هذه صورة الحاكم في الإسلام فهو ولى الضعيف أولاً ونصير العاجز أولاً لا يرضى له إلا بالراحة والاطمئنان، وكان عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- يخرج متخفيًا، ويقابل الذين قدموا من الريف فيسألهم وهم لا يعرفونه يقول لهم: كيف حال البلاد والعباد؟ فيقولون تركناهم الظالم بها مقهور والمظلوم منصور والغني موفور والفقير مجبور.

فيلتفت عمر إلى مزاحم، ويقول له: هذه كلمات ما يسرني أن لي بها الدنيا"، وكان عمر يقف ومعه مزاحم هذا التابع وقريب منهم البرذون- الفرس- الذي يركبه عمر فقال عمر لمزاحم: كيف حال الناس؟ قال: يا أمير المؤمنين كل الناس في راحة واستقرار وطمأنينة إلا أنا وأنت، وهذا البرذون نتحمل المشقات والسهر.. فضحك عمر- رضي الله عنه-، وجاءته هدية يومًا من الأردن فسأل: على أي شيء حملتموها؟ قالوا: حملناها على دواب البريد. فقال: ليست هذه مهمتها لقد شققتم عليها، بيعوا هذه الهدية واشتروا بثمنها علفًا وأطعموا هذه الدواب التي حملتموها.

أرأيت إلى هذه العظمة؟! هل سمعت عن هذا العدل؟! هل اشتقت إليه؟ إنه الإسلام الذي شرفنا الله به وكرمنا به ورفع شأننا به.

الإمام البنا وموقفه من قضية الدين والسياسة
يقول الإمام البنا: يجب أن نعلم أن السياسة الإسلامية نفسها لا تنافي أبدًا الحكم الدستوري الشورى فهي واضعة أصله ومرشدة الناس إليه في قوله تعالى في أوصاف المؤمنين ﴿وَأَمرُهُم شُورَى بَينَهُم﴾ (الشورى: من الآية 38)، وقوله تعالى: ﴿وَشَاوِرهُم في الأَمرِ فَإِذَا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران: من الآية 159).

وقد كان صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه وينزل على رأي الفرد منهم متى وضح له صوابه، كما فعل ذلك مع الحباب بن المنذر في غزوة بدر، ويقول لأبي بكر وعمر "لو اجتمعتما ما خالفتكما"، وكذلك ترك عمر الأمر شورى بين المسلمين، وما زال المسلمون بخير ما كان أمرهم شورى بينهم.

فلنحرص عليه جميعًا، ولنتفانى في تطبيقه وتنفيذه، ولنقف بباب الله نطرقه ونديم الطرق والرجاء والدعاء؛ لعل الحق تبارك وتعالى يرضى عنا وعنكم وعن جميع المسلمين على ظهر الأرض.. اللهم آمين.

الرسالة السادسة: الإمام الشهيد.. الداعية والمربي والمجدد

أيها الأحباب جميعًا.. هذا تاريخكم فاعرفوه، وهذه دعوتكم فتمسكوا بها، وحافظوا عليها، وطبقوها في بيوتكم وعلى أنفسكم، رغّبوا الناس فيها.

وصية أوصى الإمام البنا إخوانه وأبناءه حينما اشتدت الأزمات في سنة 1948م فقال رحمه الله:
أيها الإخوان المسلمون اسمعوا... أردت بهذه الكلمات أن أضع فكرتكم أمام أنظاركم، فلعل ساعات عصيبة تنتظرنا يحال فيها بيننا وبينكم إلى حين، فلا أستطيع أن أتحدث معكم أو أكتب إليكم، فأوصيكم أن تتدبروا هذه الكلمات، وأن تحفظوها إذا استطعتم، وأن تجتمعوا عليها، وإن تحت كل كلمة لمعانٍ جمّة.

أيها الإخوان.. أنتم لستم جمعية خيرية، ولا حزبًا سياسيًّا، ولا هيئة موضعية لأغراض محدودة المقاصد، ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن، ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله، وصوت مدوٍ يعلو مرددًا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وإذا قيل لكم: إلامَ تدعون؟ فقولوا: ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه، فإن قيل لكم: هذه سياسة! فقولوا: هذا الإسلام، ولا نعرف هذه الأقسام.. وإن قيل لكم: أنتم دعاة ثورة! فقولوا: نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به، فإن ثرتم علينا، ووقفتم في طريق دعوتنا؛ فلقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا، وكنتم الثائرين الظالمين.. وإن قيل لكم: إنكم تستعينون بالأشخاص والهيئات! فقولوا: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ﴾ (غافر: من الآية 84)!! فإن لجوا في عدوانهم فقولوا: ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ (القصص: من الآية 55).

لقد قضت حكمة الله عز وجل أن يكون للحق دعاة، وأن يكون للمعرفة رواد من بني الإنسان، تصنعهم عناية الله ورحمته؛ ليكونوا الدليل والحادي في حياة الأمم يأخذون بأيديهم إلى الله، ويصلونهم بهذا الحق ويدعونهم إليه.

والإسلام علَّمنا أنه لا تقديس لمخلوق بل تقدير للعاملين المخلصين من الدعاة الأبرار، وبيَّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة، حينما وقف أمامه رجل وقد بدت عليه الرهبة، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "هون عليك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة".

وكان الرجل يأتي إلى مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم، فيجد الرسول صلى الله عليه وسلم وحوله الصحابة لا فرق بين واحد وآخر.. لا علامات ولا مراكز- فيحتار الرجل ويقول: (أيكم محمد) فيُشار له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول أحد الصحابة: فبنينا له دكانًا من الطين، كان يجلس عليه صلى الله عليه وسلم تيسيرًا على الغريب ليعرفه.

وحين هاجر المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، واستقبله الأنصار، جلس تحت ظل شجرة وبجواره أبو بكر، فانجفل الناس إليه وهم لا يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر حتى ذهب الظل، وجاءت الشمس فقام أبو بكر رضي الله عنه يظلل رسول الله بثوبه، فعلم الناس أن الجالس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الذي يظلله بثوبه هو أبو بكر الصديق.

ونحن نقدر الرجال الأوفياء الذين خدموا الإسلام، ورفعوا رايته، وبذلوا أرواحهم في سبيل الله، بل وأعطوا حياتهم كلها لله وفي سبيل الله، ولا يختلف اثنان على ظهر الأرض أن الإمام البنا على رأس هؤلاء؛ فهو المربي والقائد والداعية الموفق المسدد رضي الله عنه وأرضاه.

هؤلاء الأعلام واجب علينا أن نقدِّرهم في جميع العصور ونحتفي بهم، والإمام البنا لا يزال صوته ودعوته وجماعته وأبناؤه هم طليعة العمل الإسلامي والبعث الإسلامي- إن شاء الله- يقابلون السيئة بالحسنة، ويدعون إلى الله بحكمة بالموعظة الحسنة، لم يطلبوا ولن يطلبوا- إن شاء الله- من أحد أجرًا، فالآخرة والثواب عند الله.

وهم يفهمون جيدًا، بل ويطبقون قوله تعالى: ﴿وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ (6)﴾ (العنكبوت)، ولذلك ينظرون مع غيرهم من الأبرار إلى الثواب لا من مخلوق ولا من هيئة ولا من دولة، إنما ينتظرونه من الله وحده ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)﴾ (العنكبوت)، فالأجر هناك.. فوق الدنيا وفوق الأشخاص- وأكبر من الدول- في جنات النعيم في رضوان الله؛ ولذلك فهم بحمد الله يصبرون الصبر الجميل، ويتحملون الأذى والافتراء من هنا وهناك؛ لأنهم واثقون أن الله عز وجل لن يضيع أجرهم وحاشاه سبحانه وتعالى.

يقول أحد الدعاة- رحمه الله-: (إن الأستاذ حسن البنا أمة واحدة وقوة كنت أنشدها في نفس المؤمن، فلم أجدهما إلا يوم أن عرفته وكنت ابْنُ صَنْعَتِه يوم اكتشفت بيني وبين نفسي حاجة الإسلام إلى هذا الداعية القوي الصابر المثابر الذي يعطي الدعوة من ذات نفسه، ما هي في حاجة إليه من قوة ومرونة وجلد وصبر وثبات إلى النهاية).

ما أشبه الليلة بالبارحة
إن التاريخ يعيد نفسه، فلقد كانت الأيام والأعوام التي ظهر فيها الإمام البنا ودعا الناس إلى الدعوة إلى منهج الله تشبه تمامًا هذه الأيام وهذه السنوات العجاف التي نعيش فيها.

وعلى سبيل المثال، فقد ظهر في أيامه 1925م عقب إلغاء الخلافة التي كانت بلا شك تجمع الأمة وتوحدها تحت راية واحدة هي راية الإسلام، ظهرت أمراض في هذه الحقبة من الزمن منها- ونكتفي بالعناوين فقط- تجزئة الإسلام فهو عندهم دين بغير دولة أو دولة بغير دين، تدمير البطولات وإحياء الأساطير كبديل عن تاريخ الإسلام، التشكيك في القرآن، مصادرة الدور العظيم الذي أداه الإسلام للعالم وإبعاده، الاهتمام بالأدب المكشوف، تغريب التعليم، وكان الهدف الأساسي الذي اهتمَّ به هؤلاء ترك الشريعة الإسلامية، وإحلال القوانين الوضعية محلها.

كل ذلك وغيره واجهه الإمام البنا ومن معه من الرجال الأوضياء الأبرار الذين حملوا الراية قبل أن يسقطها الاستعمار واستطاع الإمام- بتوفيق الله عز وجل وبإخلاصه له- أن يجعل هذه الموجات التي تهب على ديار الإسلام بين فترة وأخرى تنحسر، والحق إذا تحرك انحسر الباطل وانكشف وهرب ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)﴾ (الإٍسراء).

رد الإمام البنا الأمة إلى كتابها.. إلى قرآنها المجيد، إلى سنة نبيها صلى الله عليه وسلم، وتربية الرجال وإعدادهم، فأقبل عليه من وفقه الله وهداه إلى الطريق المستقيم؛ فرباهم على أن القيم الحقيقية عند المسلم والمسلمة ليست في المال وليست في الجاه، فكلها قيم زائفة وقيم زائلة، وجميع القيم تحتاج إلى التصحيح بميزان العقيدة، وترد إلى الإيمان والعمل الصالح، ولقد رباهم على الأخوة والصيام والقيام والصبر، وهذا هو منطق القرآن الذي تحوَّل في حياة الناس إلى واقع قال تعالى: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17)﴾ (آل عمران)، وقال تعالى في وصف المؤمنين أيضًا: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (112)﴾ (التوبة).

سُئل أحد الدعاة هذا السؤال: حركة الإخوان حركة عالمية، لا تكاد تخلو بقعة من بقاع الأرض من آثارها؛ فماذا يعني هذا بالنسبة لكم؟

فأجاب: الإمام البنا قال: (إن دعوة الإخوان المسلمين هي دعوة الإسلام، ولا شيء غير الإسلام، ولما كان الإسلام للناس كافة؛ فقد عمّ الآفاق، وانتشر بالتجار وبالدعاة، وبكل الوسائل المشروعة، وليست من بينها أبدًا الإكراه أو القهر أو الحيلة والخداع، فهذه تليق بتجار السوء لا بالدعاة الأبرار؛ لكن هذه الدعوة وصلت إلى العالم من خلال السلوك الحسن والقدوة الطيبة والصدق في القول والعمل، قال تعالى في سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ (سبأ: من الآية 28).

ويقول صلى الله عليه وسلم: "وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت للناس كافة".

لقد استطاع الإمام البنا بصدقه وإخلاصه وتجرده أن يوقف دعوات التغريب وشبهات المستشرقين، ويفضح أعداء الإسلام، ويحارب الاستعمار، ويربي الأجيال التي تحمل هذا الحق لا على أنه نظرات أو أماني أو أحلام؛ لكن على أنه رسالة الحق التي يجب أن تسود ودعوته الخالدة التي يجب أن يؤوب إليها الجميع.

والحمد لله رب العالمين.

الرسالة الثامنة إلى جميع الأحباب

﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾
جاء في الأثر "ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار.. ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب.. ألا وإنه سيكون عليكم أمراء يرضون لأنفسهم ما لا يرضون لكم إن أطعتموهم أضلوكم، وإن عصيتموهم قاتلوكم.. قالوا وماذا نفعل يا رسول الله.. قال: كما فعل أصحاب عيسى ابن مريم "نُشروا بالمناشير وحملوا على الخشب.. فوالذي نفسي بيده لموتٌ في طاعة خير من حياة في معصية".

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".

تثير بحوث الحريات في الإسلام اهتمامًا خاصًّا لدى كثير من الباحثين؛ إذ إن حرية الإنسان وكرامته تعتبر حجر الزاوية في جميع النظم السماوية والإنسانية على الإطلاق.

والواقع أن الحرية الحقيقية هي قدرة الإنسان على احترام الآخرين لا قدرته على أن يفعل ما يشاء؛ لأن معنى هذا إفساح المجال لأن يفعل الإنسان أي شيء؛ فهو يعتدي على الآخرين، وهو يستهين بكرامتهم وبمصالحهم، ويتحول بذلك إلى طاغوت يضر ولا ينفع، ويؤخر ولا يقدم، ويشتت الأمة ويعطلها عن القيام بواجباتها، فاليد الخائفة المرتعشة تهدم ولا تبني.

وهذا معنى الحرية الحقيقية الذي يقوم عليه الإسلام؛ لأن الإسلام نظام دقيق في كل شيء، وأساسه موافقة التصرف لما يقتضيه التوحيد، والتوحيد هو الحق والعدل بين جميع الناس، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين حاكم ومحكوم ولا بين متعلم وأمي، ولا بين البدوي والحضري، ولا بين ساكن ناطحة السحاب وساكن الكوخ؛ كلهم من أبناء آدم عليه السلام ومن أولاد حواء رضي الله عنها، أولاد تسعة أشهر، وخرجوا من رحم الأم لا يعلمون شيئًا.. ﴿أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)﴾ (النحل).

فالنظام الإسلامي خاضع تمامًا لمشروعية عليا ثابتة مؤكدة، وهو الوحيد الذي يؤدي إلى صيانة الإنسان وحفظ حريته والذود عن كرامته، واحترامه، واحترام مشاعره ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا.

ولقد جمع سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- أساسًا نظام الحرية في الإسلام في قوله صلى الله عليه وسلم في مؤتمر عالمي فوق عرفات، يقول بأعلى صوته: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في عامكم هذا".

وهذه هي العصمة الأساسية التي قام عليها نظام المعاملات ونظام الجنايات في الإسلام.

إن للناس جميعًا على اختلاف مستوياتهم حريات وحرمات وكرامات لا يجوز بأي حال من الأحوال، ولا تحت أي مسمى أن تُداس وتنتهك.

ففي مجتمع الإسلام العظيم الذي ننشده ونسعى إلى إيجاده يعيش جميع الناس آمنين على كرامتهم وعلى حرياتهم وعلى مصالحهم وعلى أبنائهم وعلى حرياتهم وعلى عوراتهم وعلى أسرارهم، ولا يوجد مبرر أبدًا بحال من الأحوال لانتهاك أي جهة- أيًّا كانت- لهذه الحرمات المقدسة.

حتى دعوى محاولة تتبع الجريمة أو التحقق منها لا تصلح أبدًا في النظام الإسلامي العالمي ذريعة للتجسس على الناس، فالناس على ظواهرهم، ولا يصح أبدًا بحالٍ من الأحوال أن يفتش عن بواطنهم "لنا الظاهر والله يتولى السرائر"، وليس لأحدٍ أن يحاسبهم إلا على ما يظهر منهم من تصرفات أو مخالفات أو جرائم، وليس لأحد أن يظن أو يتوقع أو حتى يعرف أنهم يزاولون في الخفاء مخالفة ما؛ فيتجسس عليهم ليضبطهم، وكل ما له عليهم أن يأخذهم بالجريمة عند وقوعها وانكشافها، مع الضمانات الأخرى التي ينص عليها بالنسبة لكل جريمة.

روى أبو داود قال: أتى ابن مسعود، فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمرًا. فقال عبد الله: إنا قد نُهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به.

ويقول سفيان الثوري، عن راشد بن سعد، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدت تفسدهم" رواه أبو داود.

يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ (الحجرات: من الآيات 12)، إن هذا النص وغيره من نصوص القرآن الكريم أخذ طريقه في الحياة العملية، وفي النظام الدقيق لحياة المسلمين، ولم يكن أبدًا مجرد وعظ أو إرشاد أو تهذيب لضمير، أو تنظيف للقلب، أو ارتقاء بالمشاعر فقط، لكنه أصبح قانونًا يلتزم به الجميع، ويطبقه الجميع، وصار سياجًا منيعًا حول حقوق الناس وحرماتهم وحرياتهم، فلا تمس من قريب أو بعيد، تحت أي ذريعة أو ستار.

فأين هذه العظمة التي غرسها الإسلام في الأرض فأنبتت طمأنينة الناس، وأنبتت الأدب العالي في حياة المسلمين، وحددت الحدود التي يقف عندها كل إنسان مهما كان؟.

أين هذا من الأبواق التي تزعم الحريات، ويملأ ضجيجها العالم، ويصمّ الآذان؛ لكنها طبول ليس لها إلا أصوات تصمّ الآذان، وجعجعة فارغة تافهة، تنادي بالحريات وتزعم بأن كرامة الإنسان محفوظة، وقد ضيّع الإنسان وضاعت كرامته، أين هذا الأفق السامي العظيم مما تزعمه الديمقراطيات المزيفة، والمؤتمرات التي تزعج الناس بدعاويها الباطلة، ثم يتلفت الناس حولهم فلا يجدون إلا الإهمال، والنيل منهم، والإهانات التي لا تنتهي ولا تكف ويصل الأمر بالأبرار الأحرار إلى سلب حريتهم، بل وإيداعهم السجون والمعتقلات، وهم لم يرتكبوا إثمًا في حق إنسان، ولم يعتدوا على مخلوق.

وهكذا تكون الحريات، وهكذا يكون ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، قسوةً وكيدًا وامتهانًا وترويعًا للأمهات وللأطفال، وتسأل عن السبب فلا إجابة، بل هي كلمات تقال لا معنى لها ولا وزن لها، بل ولا حقيقة لها.

إن الإسلام العظيم يهتف بجميع الناس على اختلاف ألوانهم وجنسياتهم، يجمعهم تحت سقف واحد، وخلف راية واحدة هي راية الحق، يقول لهم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾ (الحجرات)، وهنا يرفع راية واحدة يجب أن يقف وراءها الجميع، هي راية التقوى، راية الخوف من الله والرجاء في عدله ورحمته، وفي نعمه التي لا تحصى.

سيدرك ثأر الله أنصار دينه ولله أوس آخرون وخزرج
والله أكبر ولله الحمد

الرسالة التاسعة إلى جميع الأحباب

مسئولية كل مؤمن ومؤمنة أمام الله
الحمد لله الذي لا إله إلا هو، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أخي الحبيب.. أختي الفاضلة هذه رسالتي إليكم، وهي أمانة في أعناقكم وأنتم على ثغر من ثغور الإسلام، تُحاجون عنه وتبينونه للناس جميعًا، فلا يؤتين من قِبَلكم، تشاركون غيركم في هذه المهمة العظيمة التي بدأت بأنبياء الله ورسله عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام، ثم ورثتم وجميع المسلمين عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم هذه الأمانة أضوأ من القمر في ليلة التمام، وأبين من الشمس في وسط النهار، ولا عذر لكم عند الله في إيصال الحق والمشاركة في هذا الشرف وحمل هذه الأمانة.

1] قضية الإيمان والعمل:
نبدأ بالحديث عن قضية الإيمان، وهي "ليست أمرًا على هامش الوجود يجوز لنا أن نغفله أو نستخف به أو ندعه في زوايا النسيان، كيف وهي أمر يتعلق بوجود الإنسان ومصيره، بل أجد قضية الإيمان هي أعظم مصيرية بالنظر إلى الإنسان" الإيمان والحياة.

كما يجب أن توقن بأنه لا إيمان بلا عمل؛ فالعمل الصالح هو الثمرة الطبيعية للإيمان، والحركة الذاتية التي تبدأ في هذا اللحظة التي تستقر فيها حقيقة الإيمان في القلب "الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل" ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ﴾ (الحجرات: 5)

2] ارتباط الإيمان بالعمل:
فالإيمان حقيقة إيجابية متحركة بانية، ما إن تستقر في الضمير حتى تسعى بذاتها إلى تحقيق ذاتها في الخارج في صورة عمل صالح، وجهاد ومجاهدة، وصبر ومصابرة، هذا هو الإيمان الإسلامي، لا يمكن أبدًا أن يظل جامدًا لا حراك فيه، كامنًا لا يتبدى في صورة حية خارج ذات المؤمن، فإن لم يتحرك هذه الحركة الطبيعية فهو مزيف أو ميت.

فأين أنتَ وأين أنتِ من هذه الحقيقة التي لا حقيقة سواها؟، إن الإيمان الإسلامي أكثر نفعًا وأطيب ثمرًا، فعقيدة الإسلام عقيدة تتسع للروح والمادة، والحق والقوة، والدين والعلم، والدنيا والآخرة، وللحياة بكل أوجهها الصحيحة السامية.

3] عقيدتنا والانتصارات:
بهذا الإيمان وتلك العقيدة الربانية، انطلق المسلمون يعيدون للدنيا صوابها، وللبشرية رشدها، ويقودونها من طريق الغواية إلى طريق الهداية، ويخلصونها من شياطين الإنس والجن الذين تآمروا عليها.

بهذه العقيدة انطلق الإسلام يحرر المستعبدين من أمم الأرض ويرد إليهم كرامتهم، ويفك الأغلال التي وضعها البشر في أعناق المستضعفين والمستعبدين، فأصبح الناس أحرارًا بالإسلام وفي ظل القرآن العظيم.

وبالإسلام انتصر المسلمون على الجراد الزاحف من الشرق المسمَّى بالتتار، كما انتصروا على الذين قدموا من الغرب ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (التوبة: 32).

ومن هنا تبدو قيمة الإيمان المتمثل في الحركة والعمل، والبناء والتعمير، واليقظة، وهو يقود البشرية إلى الله، إنه ليس انكماشًا أو سلبية أو أمانى أو أحلام "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي".

أيها الأحباب..
4] المؤمن عزيز قوي لا يخضع للذل ولا يرضى بالضيم
"من أعطى الذلة من نفسه طائعًا غير مكره فليس منا"، ومهما تجمعت السحب، وتكاثرت الغيوم، واكفهرت الأجواء؛ فإن نور الله لا يطفئه أحد، ونور الله قادم فلا ذل ولا إذلال فابدأ بنفسك أولاً ثم ادع غيرك ثانيًا، فإن الله قد ارتهن نفوسنا، بل ارتهن حياتنا كلها بهذا لحق ﴿إن اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة : 111)، فالجِدّ الجِدّ فإن وراءك طالبًا حثيثًا طلبه سريعًا سيره، فحدد وجهتك واخلص نيتك واعمل لله دائمًا ودعك من هذا أو ذاك ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (الأنعام: 162- 163).

وإياك.. إياك.. أن تتثاقل إلى الأرض فلقد حذرنا الله من هذا فقال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (التوبة: 38- 39)

واعلم بأن الأمم والدول التي تعادي دينك ليست بأقوى من الذين كانوا يعادونه بالأمس، فأين هم الآن؟ لقد صاروا رميمًا وعظامًا نخرة، وأشلاء ممزقة، وقد نُسى ذكرهم وبادوا، فتلك مساكنهم وقصورهم خاوية، أما هم ففي ظلمات القبور ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ (مريم: 98).

نداء
فتهيأ أيها المسلم للعمل الصالح وأداء الواجب، والإحسان للناس جميعًا، وحبهم والرفق بهم، واعمل على إرشاد الحائرين وتنبيه الغافلين، وردّ الذين حادوا عن الطريق برفق وحنان، وكن صادقًا مخلصًا في كل عمل تأتيه مهما كان صغيرًا.

ويجب عليك أن توقن يقينًا ثابتًا لا يتزعزع بأن الله على كل شيء قدير، وأنه لا رادّ لقضائه، وأنه سبحانه قيوم السماوات والأرض لا تأخذه سنة ولا نوم.

يا أخي: اعتصم بالله وحده واحصر آمالك فيه وثِق في رحمته، وفي عدله، وفي رعايته للبشرية جميعًا وتطلع إلى رحمته ﴿مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (فاطر: 2).

اذكروا دائمًا قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ (مريم: 86).

اذكروا دائمًا أن هذا الكون وما فيه في قبضة الله ﴿إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ (مريم: 93- 95).

لا بد أن تدرك أنك بإيمانك وعقديتك سيد العالم وإمام الأبرار ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (البقرة: 134)، واذكروا قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا﴾ (مريم: 96).. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.