بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 أغسطس 2010

غزوة بدر الكبرى

غزوة بدر الكبرى
سبب الغزوة وقصتها:
روى ابن إسحاق أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لما علم بأمر قافلة قريش ورجوعها من الشام من جهة الشمال قال لأصحابه: "هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها".
مبلغ قوة الجيش الإسلامي:
فقد كان قوامه 313 أو 314 أو 317 مقابل 1300 – والعبرة من ذلك:
أن العبرة ليست بالعدد ولا العتاد، وإنما بالقربى من الله والإخلاص له.
قال الله تعالى: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة الآية 249].
توزيع الرسول القيادات وتقسيم الجيش:
وعبرة ذلك ضرورة الأخذ بالأسباب وترك النتائج على الله، وضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والاجتهاد في ذلك.
الرسول يستشير أصحابه:
كلام الصحابة الطيب في ذلك مثل: كلام أبي بكر وعمر، والمقداد بن عمر، وسعد بن معاذ، وفي هذا عبر كثيرة منها: تقريب مبدأ الشورى في الإسلام، الثبات عند اللقاء والتغلب على هوى النفس، لا يكن المسلم إمعة وإنما للمواقف رجالها التي تظهر عند الشدة.
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران الآية 159].
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأنفال الآية 45].
قال الله تعالى: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ) [الأنفال الآيات 5-6)
الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقوم بعملية الاستكشاف وجمع المعلومات:
سؤال الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر الشيخ العربي عن قريش ثم التمويه عليه والتورية في الإجابة عن سؤاله بقوله "من ماء" ثم سؤاله للغلامين عن قريش وعددهم والعبرة من ذلك، الجد والسعي لصالح الصف المسلم، ومحاولة تتبع أخبار العدو لأخذ الحيطة والحذر، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) [النساء الآية 71].
قال الله تعالى: (وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا) [النساء الآية 102].
الاستفتاح ومناشدة الرسول ربه:
وفي هذا أكثر من عبرة منها الثبات على المبدأ الحق، الدعاء جند من جنود الله فلا تغفله قال الله تعالى: (إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) [الأنفال الآية 19].
قال الله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [الأعراف الآية 55].
روى ابن إسحاق أنه لما تراءى الجمعان دعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله: "اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تخاذل وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم الغداة" أهلكهم".
وورد في دعائه أيضًا: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد بعد اليوم أبدًا".
استجابة الله لرسوله وإمداد الله للمسلمين:
قال الله تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) [الأنفال الآية 12].
وقال تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ .. إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) [الأنفال الآيات 9-11].
روائع إيمانية تجلت في المعركة:
1- رائعة الحباب بن المنذر وتغيير المكان.
2- رائعة المقداد بن عمرو وسعد بن معاذ.
3- رائعة بلال وإخوانه من المسلمين في تعقب أمية بن خلف وابنه وعدم المبالاة بصداقته لعبد الرحمن بن عوف.
4- قتل عمر بن الخطاب لخاله العاص بن هشام بن المغيرة، وعدم الالتفات إلى قرابته.
الأنفال تعطي للمسلمين دروسًا غاية في العظمة:
قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال الآية 1].
الرسول – صلى الله عليه وسلم – يدخل المدينة مظفرًا منصورًا:
وينتج عن ذلك أن يهابه كل عدو له بالمدينة وما حولها، ويُسلم بشر كثير من أهل المدينة وممن حولها، ومع هذا كله يذكره القرآن بأن النصر من عند الله، قال الله تعالى: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى) [الأنفال الآية 17].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق