بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

دعوة الإخوان المسلمين النموذج الكامل لكل الدعوات الصادقة

بقلم: الشيخ محمد عبد الله الخطيب

إذا نظرنا في تاريخ الحركات الدينية، وتاريخ الرسالات الإصلاحية، وتاريخ الدعوات الجديدة، فلن نجد قط كالرسالة الإسلامية التي استمدها الإخوان من الرسالة الكبرى، رسالة الإسلام.

وها هو الاستعمار الغربي الذي جثَّم على صدور المسلمين، ولم يستطع أن يغير شيئًا إلا قشورًا عند البعض؛ لأنه استعمار أعمى، استعمار غاشم، استعمار لا خلق له، ولا عقل، وها هو قد انقشع، وذهب إلى غير رجعة، ولئن ترك وراءه بعض العادات والتقاليد، وترك وراءه بعض الببغاوات الذين يقلدونه، ويتكلمون بلسانه، ويؤدون حركاته؛ فإن يقظة المسلمين في أي مكان، وانطلاق النور مرةً أخرى سيجعل هذه الآثار تختفي إلى الأبد.

حين ذهب الجيش المصري إلى اليمن، كتب أحد كتاب السلطة يقول: إن مهمة الجيش المصري في اليمن هي إيجاد خمائر حضارية في اليمن، وحين يتاح لك وترى اليمن ستضحك من هذا الكلام؛ فاليمن من أولها إلى آخرها جبال متراصة لا أول لها، ولا آخر، ولذلك لم تستعمر قط.

وحين قابلت أحد اليمنيين وسألته: ما (الخمائر الحضارية) التي غرسها الجيش المصري عندكم، وهل أثمرت، وما ثمارها؟ فجلس، وضحك كثيرًا، وقال: نعم، فالخمائر التي تركها عندنا سينما في صنعاء، وفي (الحديّدة) الميناء الوحيد، فأحضر لهما أفلامًا، فلم يذهب إليهما أحد، فجعلوا الدخول مجانًا فلم يدخل إليهما أحد أيضًا، فاضطروا لإغلاقهما(

وتعود بنا التجربة في هذه الأيام إلى أفغانستان؛ لنقرأ في الصحف أن الغباء الأمريكي والجهل، قد جعلهم يحضرون منذ شهور أكثر من أربعين امرأة من أمريكا تقوم بعمل المكياج للمرأة الأفغانية، ثم تدريب الأفغانيات على هذا الأمر.

ثم أحضروا قريبًا مئات الآلات الكاتبة، وجعلوها للرجال والنساء، وقلت في نفسي إن هذا الجهل من ذاك الغباء، فإن الشعوب لا تقاد من بطونها، ولا من شهواتها، ولا من هذه الأفكار الساذجة، ولذلك حين يخرج المستعمر من بلد إسلامي، يترك من ورائه اللعنة والحقد عليه؛ لأنه- للأسف- دخل كجزار متوحش لا يعرف إلا الذبح، والفتن والتآمر والكيد والأحقاد وزرع الضغائن، وهذه كلها وغيرها ظلمات بعضها فوق بعض.

وها هم اليهود تسللوا إلى فلسطين الدرة الغالية، وجعلوا تاريخهم الأسود، وحياتهم القذرة مفروشة بالدماء والأشلاء، وصبوا نقومهم وخستهم على الشعب المسلم المؤمن الوديع المستقر في حياته، فصبوا عليه العذاب والقتل والتجويع.

ماذا يقول التاريخ عن الاستعمار اللئيم سوى أن يصفه باللؤم والخسة، وأنها مجموعات من الذئاب والكلاب الضالة لا همّ لها إلا السلب والقتل والإجرام.

وهل يعتقد عاقل أن مثل هؤلاء وغيرهم له بقاء، أو استمرار؟

وهم يبنون بيوتهم على أرض اغتصبوها، وقتلوا أهلها، ونهبوا خيراتها، ماذا يقدم شارب الخمر، وهاتك الأعراض وصانع الربا؟ ماذا يفعل جنود إبليس وأحلاس الشر؟ وماذا يمكن أن يقول عنهم التاريخ؟

الإسلام بقي، واستقر لأنه يعمل من داخل النفوس فينيرها، ومن داخل القلوب فيهديها، ويرقى بها إلى الفضائل، ويدعوها برفق، ويعلمها العفو والصفح والتغافر والتسامح واحترام الإنسان لأخيه الإنسان، أيًّا كان، وتحريم الظلم؛ فالظلم ظلمات يوم القيامة، وها هو عمرو بن العاص رضي الله عنه فاتح مصر، ومربيها على العدل والحرية، يخطئ ابنه مع ابن قبطي، يسابقه فيسبقه القبطي، فيضربه، ويقول له: أتسبق ابن الأكرمين، فما الذي حدث؛ إن والد القبطي وقد علم أن المسلمين يعدلون ولا يظلمون، وقد أحس بجو الحرية الذي أعطاه الإسلام للجميع، فيركب مع ابنه، وينطلق إلى المدينة، ويقدم شكواه إلى عمر بن الخطاب، فماذا كان من عمر؟ أرسل إلى مصر يستدعي عمرو بن العاص، هو وابنه، فيثبت أن ابنه اعتدى فعلاً على ابن القبطي، فيعطي ابن القبطي الدرة؛ ليضرب ابن عمرو فاتح مصر كما ضربه، وعندما انتهى أخذ عمر الدرة، وأعطاها لوالد القبطي، وقال له: اضرب عمرو بن العاص، فإن ابنه ما ضرب ابنك إلا بسلطان أبيه، فيقول القبطي: لا يا أمير المؤمنين، الآن اشتفت نفسي، فينظر عمر إلى عمرو؛ ليقرر أمرًا هو من صلب الإسلام، ومن صميم الإسلام، يقول له: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟"، فيقرر أن الحرية لا توهب، ولا تعطى من أحد بل يكتسبها الإنسان مع ولادته، ولا يجوز أن تسلب من مخلوق بصرف النظر عن دينه، أو ملته.

وإنما أطلنا في هذا لكي نقول للمتحاملين علينا، الذين يغمزون ويلمزون، ويتهمون أحيانًا الإخوان بالإرهاب، ولا يستحيون، ومما يقال أيضًا وأحيانًا على استحياء إن الإخوان يساعدون الحركات الإرهابية، وأحيانًا يقول بعض الصحفيين الذين نسوا أن الكلمة أمانة، وأنه مسئول عنها بين يدي الله يقولون: إن الإخوان يتخذون من الدين ستارًا، وإذا صرح أحد الإخوان يتصريح أوّلوه وحمّلوه ما لا يحتمل، ورتبوا عليه من خيالهم أشياء غريبة، وعجيبة لم تحدث أو يستحيل أن يفكر فيها الإخوان.

لكنهم بحمد الله، لهم تاريخهم الصحيح، والثابت الذي لا يماري فيه إلا مخادع أو مأجور.

أولاً: ينادي الإخوان الذين رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً، وأخذوا الشريعة بكاملها والإسلام بشموله، ينادون بالحرية لكل إنسان ولكل مخلوق.

أن يبدي رأيه، وأن يقول ما يريد، وشعارهم في هذا ما سبق أن ذكرناه، قول عمر رضي الله عنه لعمرو بن العاص رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟".

والإسلام جعل فك الرقبة، وتحرير العبيد، وإعطاءهم الحريات هو اقتحام العقبات التي يمر بها الإنسان في طريقه إلى الله تعالى، قال عزَّ وجلَّ ﴿فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) -البلد.

ثانيًا: أن الإخوان- بحمد الله- في تاريخهم الطويل قد أكدوا من خلال القول والعمل، ومن خلال الحقائق والوقائع أنهم جماعة من المسلمين، وليسوا أبدًا جماعة المسلمين، ودورهم حب الناس جميعًا، ومودتهم، ودعوتهم إلى التمسك بقيم الإسلام، وأخلاقه، والتحلي بآدابه، والعيش في إطار شريعته السمحاء.

ثالثًا: الإخوان لم يدخلوا الانتخابات ويرشحوا أنفسهم فيها طمعًا في دنيا أو حرصًا على مال، أو سعيًا وراء حكم كما يقول البعض، فإن الحكم لو دخل عليهم من باب لخرجوا من الباب الآخر تاركين له المجال، حتى تنضج هذه الأمة، وتعود بحق إلى ربها، وتعلو فوق العصبيات، بل دخولهم الانتخابات لأمر فوق ذلك وهو: تبليغ دعوة الله في مكان بعينه، وقول الحق والصدق في المشكلات التي تُعرض.

والانتخابات عندهم ليست من الأصول، ولا الفروض بل هي من الفروع، ومن الأخذ بالأسباب، والوسائل لتبليغ دعوة الله.

فإن تحققت بأعلى درجات الأدب العالي والأخلاق كان بها، وإن لم تتحقق إلا بغير ذلك فالأمر يسير، وعلى المتقاتلين عليها والمتآمرين من أجلها أن يذوقوا عاقبة مكرهم.

رابعًا: لقد أثبت الإخوان، وأعلنوا بالقول والعمل أنهم دعاة إلى الله عزَّ وجلَّ وليسوا قضاةً، وأن أسلوبهم في الدعوة يعتمد على الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة لقوله تعالى ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾(النحل: من الآية 125)

فلم يديروا ظهورهم لأحد، ولم يقولوا كلمةً سيئةً لإنسان، بل يعفون ويصفحون لقوله تعالى ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (159آل عمران(

خامسًا: لقد أكدوا طوال حياتهم أن غايتهم الله وحده والحرص على مرضاته، وطلب العفو منه.

وقد تعفّفوا عما في أيدي العباد، فلم يطلبوا من أحد منصبًا، ولم يتزلقوا إلى مخلوق، بل طلبوا حقهم بأدب المسلم، وأخلاق المؤمنين في ثقة أن الله عزَّ وجلَّ بيده كل شيء، فتوكلوا عليه وحده، واعتمدوا عليه وحده، وإن من يطمع فيما عند رب العباد، ويثق في فضله ثقة تامة لا يمكن أبدًا أن ينظر إلى هذا أو ذاك ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60القصص(

سادسًا: من هذه المنطلقات الدقيقة، والتي ترتكز على الإسلام، وعلى مفاهيمه الصحيحة، وتقوم على رسالة الحب والإخوة والخير، والأمن والحرية لكل الناس، وعلى دقة الفهم الصحيح لهذا الدين؛ هذا الفهم الذي يدفع صاحبه إلى العمل والتطبيق.

لم يكن الإخوان في يوم من الأيام يرضون عن الإرهاب ولا على من صدر منه، ويرفضونه رفضًا باتًا كانحراف ومرض، وسوء فهم، والإخوان- بحمد الله- أكبر من هذا، وأعز من هذا؛ لأن هذه الأشياء طفيليات وسطحيات بعيدة كل البعد عن هذا الدين، ونحن نؤكد هنا أننا كما صورنا الإمام البنا عندما أكثروا من الكلام معه: من أنتم؟ عرفونا بأنفسكم؟ فقال: (نحن والإسلام أيها الناس، فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا، كما يعرف نفسه، فافهموا الإسلام، أو قولوا عنا بعد ذلك ما تشاءون(

والذي ينظر إلى مفاهيم الإسلام الصحيحة، وإلى فرائضه ونظمه، وشموله وأخلاقه ومعاملاته، ويكون منصفًا سيقول فورًا: إن الإخوان هم الصورة التطبيقية العملية للإسلام.

لكنا لا نملك شيئًا للأحول، ولا للأعور ولا للذي في عينيه رمد، ولا لمن عجز عن فهم الإسلام، كيف لهذا، وأمثاله أن يعجز عن فهم حقيقة الإسلام، وأن يصدر حكمًا صحيحًا لو كان منصفًا ﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ )الأنعام: من الآية 136)

سابعًا: لقد أكد الإخوان دائمًا ويؤكدون على ضرورة الحوار الجاد الذي يقوم أساسًا على الحجة والدليل، ولهم تاريخهم المضيء في مواجهة التطرف والتزمت والتخلف، ولهم مؤلفاتهم، ورسائلهم التي تزكي هذا وتؤيده، ورغم ما تتعرض له من مصادرات، فهي تملأ كل مكان ويقرؤها الخاصة والعامة، وقد قرءوها والحمد لله، واقتنعوا بها، وباتوا يتمنون أن تسود، وأن تعلو هذه الراية التي ارتفعت عالية للإسلام، تنادي به، وتدعو إليه وذلك فضل الله.

ثامنًا: ولقد افتري على الإخوان قديمًا وحديثًا، وبذلت محاولات شتى لتشويههم، أو تشويه تاريخهم، أو الإساءة إلى مرشدهم، وإلى الرجال الذين جاءوا من بعده، وحملوا الراية وبذلوا المهج والأرواح في سبيل أن تظل كلمة الله هي العليا، فلم يزد كل هذا دعوة الإسلام في القرن العشرين إلا نضوجًا وسعةً وانتشارًا وإقبالاً عليها، إنها الآن أصبحت فكرة ومنهجًا وغايةً.

تاسعًا: لقد أدخل الإخوان إلى السجون والمعتقلات، وما زالوا يعتقلون، وحورب الإخوان في وظائفهم، وأقواتهم وما زالوا يحاربون، وسجنوا السنوات الطوال، وما زالوا يسجنون، فهل نقص ذلك منهم شيئًا؟

بل ازدادوا عزمًا وإصرارًا، وفقهًا في دينهم، وحفظًا لقرآنهم، وثقةً في وعد ربهم قال تعالى ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )142)آل عمران)، وقال تعالى عن طبيعة الدعوات التي لا تفارقها ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3العنكبوت(

عاشرًا: كل هذه الأهوال والسنوات الطوال التي زادتهم إيمانًا مع إيمانهم لم يفكروا أبدًا في عنف، ولا في أذى لمخلوق، ولا في قبول لأي فرد بدت عليه أمارات التطرف، أو العنف، بل جلسوا معه يشرحون له الإسلام ويبينون له حقيقته؟ وأن الصبر هو عنوانه، وما دمنا قرأنا الأمر به للنبي صلى الله عليه وسلم ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ﴾ (الأحقاف: من الآية 35) وقوله تعالى ﴿.... وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (156 البقرة)، فيعود إلى رشده، ويئون إلى الحق، ويبرأ من الهوى ومن النفس الأمارة بالسوء، بفهمه الصحيح للإسلام.

حادي عشر: إن الإخوان وقد رأوا الكثير من العنت والعقبات التي توضع في طريقهم بقصد تعويقهم وصدهم عن أداء واجباتهم التي هي بمثابة الفرائض عندهم، فقد اتجهوا إلى كل الوسائل المشروعة، وقد مارسوها بطهر وعفة ورقي، وتركوا فيها الأسوة والقدوة التي لا ينكرها أحد، وأكدوا التزامهم بالمعايشة للجميع، بل سعوا إلى الجميع يمدون أيديهم إليهم في سبيل الحفاظ على هذا الوطن، والعمل لصالح هذه الأمة، والسعي لتحسين مستقبلها ووضعها، ومحاولات جادة منهم لنهضة الأمة النهضة الحقيقية التي تقوم على أسس ثابتة، وتثمر أعظم الثمرات، وليكونوا قدوة للأمة في العمل، والنهوض الخالص فوق الأطماع الرخيصة، والغايات التافهة، والمشاركة في اتخاذ القرار والمساندة والوحدة إزاء القضايا القومية والأزمات.

وبعد.. فأرجو أن يقرأ الإخوان هذا الموضوع وغيره وأن يفكروا في هذه الموضوعات التي يجب أن يفهمها الأخ المسلم، ويكون على وعي كامل بأهدافها، فإن كنا عليها فالحمد لله هي أخلاقنا، هي طباعنا، هي حياتنا، وهي مماتنا إن شاء الله.

عليها- إن شاء الله- نلقى المولى تبارك وتعالى، ويعطي من يستحق كتابه بيمينه، ويومها يفرح وينادي في المحشر ﴿اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ (الحاقة: من الآية 19)، فكونوا قبل فوات الأوان من هذا النوع الكريم عند الله، ولا بد أن تقرءوا في النافع والمفيد، فميراث الأسلاف في أيدينا، وفرض علينا أن نتفقه في ديننا، وأن نعرف دعوتنا، وأن نتعمق فيها، وأن نتزود من خيراتها، وأن نجني من ثمارها، فهي- والله- قطوف دانية وثمار شهية هي- والله- روح وريحان، وهي جنة الدنيا والآخرة، يقول الشاعر:

ومن العجائب والعجائب جمة .. قرب السبيل وما إليه وصول

كالعيش في البيداء يقتلها الظما .. والماء فوق ظهورها محمول

يا أخي الحبيب.. مد يدك إلى المصحف، واقرأ وتدبر واعمل وتب إلى الله من التقصير، واعزم على صدق التوبة، وحسن التوجه إلى الله عزَّ وجلَّ أنت والله بانتسابك لهذه الدعوة في موقع مشرف، وفي مكان طيب، تمضي في طريق المؤمنين الذين مضوا في طريق الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا (69النساء(

ويقول الشاعر المسلم في مكانة هذه الدعوة ومكانة حملتها لو صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يقول:

الله أكبر صوت الحق حادينا .. والحمد لله وحي الله هادينا

الله أكبر من يؤمن بقوتها .. يغلب بها الجمع لا يخشى المعادينا

الله أكبر صوت حين نرسله .. يبيد أعداءنا رُعْبًا ويحيينا

الله أكبر عنوان لدعوتنا .. وغيرنا راح يختار العناوينا

والحمد لله ترعانا عنايته .. ومن وساوس داء الجبن تشفينا

بعنا النفوس فلم نخسر ببيعتنا .. شيئًا فإن مليك الملك شارينا

أما النشيد ففي القرآن ننشده .. وحي الجلالة إن غَنَّاهُ تالينا

والله أكبر ولله الحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق