بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

الصدق

ويشمل الصدق كل أنواعه: مع النفس، ومع الناس، ومع الله تعالى؛ فالصادق لا يكذب على نفسه، فيقول ما لا يفعل، فيصدق عليه قول الله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44 البقرة)، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ 3)(الصف(

وهو صادق مع الناس؛ فلا يكون منافقًا مخادعًا، فيصدق عليه قوله تعالى: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10 البقرة)، وقوله تعالى: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206البقرة(

ولا يكذب على الله تعالى؛ حتى لا يصدق عليه قول الله عز وجل: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ 32) (الزمر(

فالعابد لا يخادع نفسه ولا يخادع الناس ولا يخادع الله تعالى، ومن هنا كان الصدق طريقًا له إلى الجنة؛ وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتَب عند الله صِدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كَذَّابًا" (متفق عليه)، وفي رواية مسلم قال: "إن الصدق بِرٌّ، وإن البِرَّ يهدي إلى الجنة، وإن الكذب فجور، وإن الفجور يهدي إلى النار".

فالصدق يُكسِب صاحبه العزة؛ حيث إن الصادق لا يخشى أحدًا من الخلق، ولا يعمل عملاً من أجل الخلق، ولا ينتظر ثناءً أو مدحًا من الخلق، وتلك منازل لا يرقى إليها إلا العابدون؛ وذلك كما قال بعض العارفين: لا يشم رائحة الصدق عبدٌ داهن نفسَه أو غيره، وقال إبراهيم الخوَّاص: الصادق لا تراه إلا في فرضٍ يؤديه، أو فضلٍ يعمل فيه، وقال الجنيد: حقيقة الصدق: أن تصدق في موطنٍ لا ينجيك منه إلا الكذب، وقيل: ثلاث لا تخطئ الصادق: الحلاوة، والملاحة، والهيبة.

والصدق كما يصفه ابن القيم: "هو منزل القوم الأعظم، الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذي من لم يَسِرْ عليه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميَّز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وُضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلاً إلا أرداه وصرعه، من صال به لم تُردَّ صولته، ومن نطق به علت الخصومَ كلمتُه؛ فهو روح الأعمال، ومحكُّ الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال، وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين، ومن مساكنهم في الجنات تجري العيون والأنهار إلى مساكن الصديقين، كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار مدد متصل ومعين".

فالصادق إذن لا يتمنَّى الحياة إلا للحق، ولا يشهد من نفسه إلا أثر النقصان؛ فهو لا يحب أن يعيش إلا ليشبع من رضا محبوبه ويقوم بعبوديته، ويستكثر من الأسباب التي تقرِّبه إليه وتدنيه منه؛ لا لعلةٍ من علل الدنيا، ولا لشهوةٍ من شهواتها، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لولا ثلاث ما أحببت البقاء: لولا أن أُحمل على جياد الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب التمر"، يريد رضي الله عنه: الجهاد، والصلاة، والعلم النافع، وهذه درجات الفضائل، وأهلها هم أهل الزلفى والدرجات العلى.

وقال معاذ رضي الله عنه عند موته: "اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولا لنكح الأزواج، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر".

والصادق في ذلك لا يرى نفسه إلا مقصِّرًا، والذي يجعله يرى ذلك هو استعظام مطلوبه، واستصغار نفسه، ومعرفته بعيوبها، وقلة زاده في عينه؛ فمن عرف الله وعرف نفسه لم يرَ نفسه إلا بعين النقصان.

والصادق مضطرٌّ أشدَّ ضرورة إلى متابعة الأمر والتسليم للرسول صلى الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه، والاقتداء به والتعبُّد بطاعته في كل حركة وسكون، مع إخلاص القصد لله تعالى؛ فإن الله عز وجل لا يرضيه من عبده إلا ذلك، وما عدا هذا ففوت النفس ومجرد حظها واتباع أهوائها، وإن كان فيه من المجاهدات والرياضات والخلوات ما كان؛ فإن الله سبحانه وتعالى أبى أن يقبل من عبده عملاً أو يرضى به حتى يكون على متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم خالصًا لوجهه سبحانه وتعالى.
أيها الناس: اتقوا الله تعالى وكونوا مع الصادقين. اصدقوا مع الله واصدقوا مع عباد الله، ((فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)).
أيها المسلمون: إن الصدق بجميع أنواعه محمود. إن الصادق محبوب إلى الله وإلى الخلق. إن الله يرفع ذكره، ويزيد أجره.
وإن أبين دليل على ذلك ما يحصل من ثناء الناس على الصادقين في حياتهم وبعد مماتهم، أخبارهم مقبولة وأمانتهم موثوقة، قد أفلح الصادقون وخاب الكاذبون.
هذا كعب بن مالك صدق الله ورسوله فرفع الله ذكره، وأنزل في شأنه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، تخلف عن غزوة تبوك فلم يخرج مع النبي بلا عذر فلما رجع النبي جاء المتخلفون من أهل النفاق يعتذرون كذباً فيعذرهم ويكل سرائرهم إلى الله، ثم جاء كعب فتبسم النبي في وجهه تبسم المغضب وقال له: ((ما خلّفك؟)) فقال: والله لقد علمت لو حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك بصدق تجد علي فيه إني لأرجو عقبى ذلك من الله عز وجل، والله ما كان لي من عذر قال النبي : ((أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك))، وكان معه رجلان من المؤمنين تخلفا بدون عذر فنهى النبي الناس عن كلامهم قال كعب فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، ولقد كنت أطوف في الأسواق فما يكلمني أحد وآتي رسول الله وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأسلم عليه أقول في نفسي: أَحرّك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ حتى إذا طال ذلك علي من هجر المسلمين تسلقت حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فوالله ما رد علي السلام فقلت: يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟ فسكت فأعدت عليه فسكت ثم أعدت فسكت فقال: الله ورسوله أعلم، ففاضت عيناي وتوليت.
فبينما أنا أمشي في أسواق المدينة إذا بنبطي معه كتاب من ملك غسان فيه: أما بعد، فقد بلغنا أن صاحبك قد جفاك فالحق بنا نواسك، أي نجعلك مثلنا، فقلت: وهذا من البلاء، فقصدت به التنور فسجرته به.
وصدق كعب إن هذا من البلاء والامتحان، ولكن الإيمان الراسخ في قلب كعب والصدق الثابت في عقيدته منعاه أن يستجيب لهذه الدعوة المغرية التي جاءت في وقت مناسب لولا تثبيت الله لكعب بن مالك على أنه كان في ذلك الوقت في أعز شبابه ابن ثلاث وثلاثين سنة قال كعب: فلما مضت أربعون ليلة إذا برسول رسول الله يأتيني يقول إن رسول الله يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: اعتزلها ولا تقربها، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمرما يشاء، فلبثنا عشر ليال حتى كمل لنا خمسون ليلة.
فبينما أنا جالس على ظهر بيت من بيوتنا على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صارخاً على جبل سلع يقول بأعلى صوته: أبشر يا كعب بن مالك. فخررت ساجداً لله وعرفت أن الله قد جاء بالفرج بالتوبة علينا. وانطلقت أقصد رسول الله وتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئونني بتوبة الله حتى دخلت المسجد فسلمت على النبي والناس حوله فقال وهو يبرق وجهه من السرور: ((أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك)) قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: ((من عند الله)) قلت: يا رسول الله إنما نجاني الله بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقاً ما بقيت، فوالله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي.
أيها المسلمون: هذه والله هي الغبطة والنعمة والفائدة الكبيرة انظروا إلى هؤلاء الثلاثة الذين صدقوا فأدبهم الله بهذا الهجر من رسوله وأصحابه، وانظروا إلى هذا الإيمان التام من الصحابة، هجروا أقاربهم وبني عمهم امتثالاً لأمر رسول الله حتى إذا ضاقت الحال وتراكمت الكربات جاء الفرج من الله فتاب عليهم وأعلنت توبتهم في كتاب الله تتلوها الأمة إلى يوم القيامة أما الذين نافقوا وكذبوا فأنزل الله فيهم: سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين [التوبة:95-96].
أيها المسلمون: اعتبروا بهذه الآيات وانظروا ما تختارون لأنفسكم فلن يرضى المؤمن إلا أن يكون من الصادقين المتقين
لقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( الصدق منجاة(
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه ‏قال عمر : ما هذا ‏قالوا : يا أمير المؤمنين .. هذا قتل أبانا ‏قال : أقتلت أباهم ؟ ‏قال : نعم قتلته ‏قال : كيف قتلتَه ؟ ‏قال : دخل بجمله في أرضي فزجرته فلم ينزجر .. فأرسلت عليه ‏حجراً وقع على رأسه فمات قال عمر : القصاص الإعدام .. قرار لم يكتب وحكم سديد لا يحتاج مناقشة لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل .. هل هو من قبيلة شريفة ؟ .. هل هو من أسرة قوية ؟ .. ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر رضي الله عنه لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله .. ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ولو كان ‏ابنه القاتل لاقتص منه ‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ثم أعود إليك .والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إليَّ ؟ ‏فسكت الناس جميعاً .. إنهم لا يعرفون اسمه ولا خيمته ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله فكيف يكفلونه وهي كفالة ليست على عشرة دنانير ولا على ‏أرض ولا على ناقة .إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ .. ومن يشفع عنده ؟ ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة وعمر مُتأثر لأنه ‏وقع في حيرة هل يُقدم فيقتل هذا الرجل وأطفاله يموتون جوعاً هناك .. أو يتركه فيذهب بلا كفالة فيضيع دم المقتول وسكت الناس ونكّس عمر ‏رأسه والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟ ‏قالا : لا .. من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده وصدقه وقال يا أمير المؤمنين .. أنا أكفله ‏قال عمر : هو قَتْل قال : ولو كان قاتلا !‏قال : أتعرفه ؟ ‏قال : ما أعرفه قال : كيف تكفله ؟ ‏قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين فعلمت أنه لا يكذب وسيأتي ان شاء‏الله ‏قال عمر : يا أبا ذرّ .. أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !‏قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين فذهب الرجل وأعطاه عمر ثلاث ليالٍ يُهيئ فيها نفسه ويُودع ‏أطفاله وأهله وينظر في أمرهم بعده ثم يأتي ليقتص منه لأنه قتل وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد يَعُدّ الأيام عداً .. وفي العصر ‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة فجاء الشابان واجتمع الناس وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر قال عمر : أين الرجل ؟ .. قال : ما أدري يا أمير المؤمنين !‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس وكأنها تمر سريعة على غير عادتها وسكت ‏الصحابة واجمين .. عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله ‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة لكن هذا منهج لكن هذه أحكام ربانية لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس وفي مكان دون مكان وقبل الغروب بلحظات وإذا بالرجل يأتي .. فكبّر عمر وكبّر المسلمون‏ معه ‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك .. ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !! ‏قال : يا أمير المؤمنين .. والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! .. ها أنا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية وجئتُ لأُقتل فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟ ‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه قال عمر : الله أكبر .. ودموعه تسيل على لحيته جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما .. وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته .. وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده .. لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام ‏في أكفان عمر!! اللهم إنا نسألك العلم النافع و العمل الصالحفانظروا ايها الاحباب كم فى هذة القصة من معانى جميلة
اعتراف بالخطأ عداله مطلقة من حاكم أمانة وصدق فى القول والفعل عفو عند المقدرة مساعدة للغير فى وقت الشدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق