بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 يوليو 2010

مصر والإصرار على هزيمة حماس!![03/02/2009][09:40 مكة المكرمة]

بقلم: محمد السروجي
لم تقنع النخبة الحاكمة في مصر أو الطامحة إلى الحكم بكمِّ المواقف والتصريحات الداعمة للكيان الصهيوني؛ حدوديًّا.. بالإصرار على غلق معبر رفح، وأمنيًّا.. بقمع التظاهرات الشعبية واعتقال قيادات العمل الوطني واستجواب الجرحى عن سلاح وقيادات المقاومة، وإعلاميًّا.. بتشويه حماس وتحميلها مسئولية العدوان، ولوجستيًّا.. بالغاز والطعام؛ فقامت تكمل رسالة الخذلان لإخوة الجوار والعروبة والدين ونصرة بني صهيون.

تصريحات وشواهد
** استمرار غلق معبر رفح وإحكام الحصار "رغم الشو الإعلامي المضلّل" وعدم إدخال آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والكسائية لشعب يفترش الأرض ويلتحف السماء؛ مما يعدُّ إهدارًا للأموال المصرية، وخنقًا لشعب أعزل لصالح الصهاينة، وحرمانًا لنواب الشعوب العربية والإسلامية من العبور لمساندة إخوانهم في غزة؛ بل يقال وبقوة إن عناصر أمن تابعة لدحلان تشارك الأمن المصري في السيطرة على المعبر لالتقاط عناصر حماس التي تمر للعلاج إن مرت!.

** ترك الحدود المصرية مستباحةً للقصف الصهيوني لتدمير الأنفاق؛ الرئة الوحيدة لشعب غزة المحاصر، فضلاً عن مراقبة الحدود بالكاميرات والاتفاقات الأمنية التي حوَّلت مصر إلى شرطي يبذل كل الجهد ويعطي كل العهود لحماية الكيان الصهيوني كأوراق اعتماد للبقاء في الحكم أو الوصول إليه.

** تشويه صمود وثبات المقاومة والشعب واستدعاء المسكين محمود عباس؛ الذي ألغى زيارةً للتشيك، وجاء لمصر مهرولاً لمقابلة المسئولين المصريين، ثم عقد مؤتمرًا صحفيًّا "لم تتمكن مصر من الإعداد الجيد له؛ فجاء هزيلاً خاليًا من الحضور الإعلامي" للثناء على مصر وقيادتها السياسية؛ حتى غلب على ظني أنه سيهتف "بالروح بالدم نفديك يا مبارك".

كما راح يحمِّل حماس مسئوليةَ ما حدث في غزة، وعاد مرةً أخرى لنشيده الفارغ حول الصواريخ العبثية وخياره الوحيد الإستراتيجي، ولم يفُتْه أن يقرِّر ما أعلنه المتحدث الإعلامي لجيش الاحتلال الصهيوني فيما يخص قيادات حماس بالخارج، ثم أعلن أنه لا حوار لمن لا يعترف بمنظمة التحرير، وقد نسي أنه الذي دعا إليه أخيرًا، بل أنه دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن من الواضح أن الضغط المصري لم يعطِه فرصةً أن يتذكر ما قاله سلفًا.

** فرض عباس المنتهية ولايته في كافة الاجتماعات، أهمها التهدئة بين المقاومة والكيان الصهيوني؛ إلا إذا كان حضوره ضمن الوفد المصري كوسيط، أو الصهيوني نظرًا للتنسيق الأمني القائم بين السلطة والصهاينة، لكنه في جميع الأحوال لا صلة له بالوفد المقاوم من الناحية القانونية أو الميدانية أو السياسية.

** ترويج الشبهات والأكاذيب في الإعلام الحكومي المكتوب والمسموع والمرئي؛ حيث مواصلة منهج الردح السياسي الذي لا يُجيد غيره؛ في محاولة يائسة لقلب الحقائق واستدعاء إيران كعدوٍّ بديل للأمة مكان العدو الأوحد "الكيان الصهيوني".

** الضغط بورقة الإعمار والاستباق بالدعوة لمؤتمر دولي يُنتظر فشله لاعتبارات كثيرة؛ في مقدمتها سوء سمعة النخبة الحاكمة في مصر والسلطة الفلسطينية وسابقة أعمالهما السوداء في مجال الشفافية والفساد المالي والإداري والسياسي (راجع تقارير المنظمة الدولية للشفافية لعام 2008م وتقرير منظمة برلمانيون ضد الفساد).

عمومًا رغم صعوبة الطريق وكثرة العقبات والتحديات؛ إلا أن حماس تمتلك ما يفتقده الآخرون.. شرعية قانونية وشعبية، وإيمانٌ بالقضية، وإرادة قوية، وتاريخ نظيف ومشرِّف، وشهداء بالآلاف روت دماؤهم الطاهرة الأرض المباركة لتنبت أجيالاً مقاومةً وغير مفرِّطة.
----------
* مدير مركز الفجر للدراسات والتنمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق