بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 يوليو 2010

مفارقات بين عزة الأتراك وذلة العرب[05/02/2009][09:04 مكة المكرمة]


بقلم: د. صلاح سلطان
الفرق بين العزة والذلة هو الفرق نفسه بين الحياة والموت، بين النور والظلمة، بين الشجاعة والجبن، بين المروءة والنذالة، بين العفة والدناءة.

لقد مضى السلطان عبد الحميد آخر خلفاء بني عثمان وترك خلفه عزة الخلافة الإسلامية عندما رفض وعد بلفور، ولم يخضع للمساومات الرخيصة، وقال: "إن فلسطين أرض وقف، لا يجوز لأحد مهما كان أن يتنازل عن شبر منها".

أما أذناب العرب اليوم فقد تنازلوا عن 90% من أرض فلسطين، وأسلموا المنطقة العربية لأوامر الأمريكان والصهاينة، لقد مضى السلطان عبد الحميد ولسان حاله يقول:
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعزِّ كأس الحنظل
ولا حرج على العرب أن يمضوا في نعوش أمريكية صهيونية ولسان حالهم يقول:
ألا اسقني ذلاًّ وقل هو الذل ولا تسقني سرًّا إذا أمكن الجهر
أما حفيد الامبراطورية الإسلامية العثمانية "رجب الطيب أردوغان" في سويسرا فقد تكلَّم بلغة المعتز بربه، الممثِّل لشعبه، يهاجم مجرم بني صهيون "بيريز" قائلاً: "أنا أخاطبكم بصفتي حفيدًا من أحفاد الدولة العثمانية التي آوتكم حين لم يكن لكم مأوى"، وترك القاعة راجلاً فاستقبله شعبُه الأبيُّ استقبال الفخر والعزة والكرامة.

أما "أبو مازن" الفارسي الأصل، البهائي ديانةً، المنتهية رئاسته، فقد هدَّد من "مصر!" حماس في عنفٍ يشبه صوت "بيريز"، وقال: "لا حوار لمن يتعرَّض لمنظمة التحرير الفلسطينية"، وبالطبع لم يوقف الحوار مع من هدم وقتل وسفك وتجاوز وظلم أهل فلسطين والأمة كلها، وعاد إلى رام الله المنتهبة ليستقبله الحرس الخاص الذي سبق تدريبه في الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العربية، ولم يستقبله أحد من شعب فلسطين؛ لأنهم يدركون أصله الفارسي لا العربي.

لقد جلس "أردوغان" واثقًا من نفسه واضعًا رجله اليمنى على اليسرى وجلس "بيريز" بجواره كذليل بين يدي أسياده، وهي عكس الصورة التي تغضبنا دائمًا عندما يأتي صعاليك أوروبا وأمريكا والكيان الصهيوني، ويجلسون أمام زعمائنا الأشاوس في صلف وكبر و"رجل على رجل".

لقد خرجت تركيا في مظاهرات مليونية قوية فتيَّة غاضبة على بني صهيون، مساندة لمقاومة رجال غزة، بينما اعتقل نظام عربي كبير 1500 لأنهم دعوا للتظاهر، وفي دولة عربية أخرى وجدنا ساسةً جرَّمت وشيوخًا حرَّمت المظاهرات لأنها تصد عن ذكر الله!!.

يا قومي وأبناء جلدتي وعروبتي.. لا تجعلوني أردِّد مقالة "نزار قباني": "أنا يا صديقة متعب بعروبتي"، بعد أن رأيت قومي أذلةً على الكافرين أعزةً على المؤمنين، بينما يسطع نور العزة والكرامة من إخواننا الأتراك، "فلنِعْم الأمير أميرهم" ولنِعْم الشعب شعبهم: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (المائدة: 54).

وإذا عُرِف السبب بَطَل العجب.. إنه فقط الإيمان الذي حوَّل سحرة فرعون إلى رجال يقولون: ﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ (طه: 72، 73).
-----------
* أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق