روى البخاري من حديث البراء بن عازب رضى الله عنة قال: قَالَ أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَرَدِّ السَّلَامِ وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ عن انية الفضةوعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ أَوْ قَالَ حَلْقَةِ الذَّهَبِ وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالسُّنْدُسِ وَالْمَيَاثِرِ.
أيها الموحدون هذا الحديث الذى بين ايدينا يبين لنا حق المسلم على المسلم وأراد بة النبى صلى الله علية وسلم إرشاد الامة الى ما فية زيادة الاواصر بينها وزيادة الاخوة والمحبة كما أمرنا صلى الله علية وسلم بقولة " وكونوا عباد الله إخوانا"
وتشميت العاطس حق من حقوق المسلم على إخوانة من المسلمين كما قال سيدنا رسول الله صلى الله علية وسلم فى حديث اخر "حق المسلم على المسلم خمس" وفى رواية اخرى ست وذكرها النبى صلى الله علية وسلم وعد منها تشميت العاطس " فمن حق المسلم على المسلم أن يشمته إذا حمد الله ، أما غير المسلم ، ومن لم يحمد الله تعالى ، ومن كان مزكوما يكثر منه العطاس ، ومن يكره التشميت ، ومن كان مستغرقا في الدعاء ، أو في خطبة الجمعة فهؤلاء لا يشمتون. وهو فرض عين على كل من سمعة يحمد الله لقول النبى صلى الله علية وسلم " إن الله يحب العطاس ويكرة التثائب فإن عطس أحدكم وحمد الله كان حقا على كل من سمعة أن يقول لة يرحمك الله" فإن لم يحمد الله سقط حقة فى التشميت, فقد روى البخاري من حديث َ أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقيل له (قال الرجل شمت هذا ولم تشمتنى )، فقال: (إن هذا حمد الله، ولم تحمد الله)
رواى الإمام مسلم وغيره أن النبى صلى الله علية وسلم قال: ( إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه) ومعنى شمتوه أي ادعوا الله بأن يرد شوامته أي قوائمه أو سمته على حاله ؛ لأن العطاس يحل مرابط البدن ، ويفصل معاقده، فمعنى رحمك الله أى أعطاك رحمة ترجع بها إلى حالك الأول ، أو يرجع بها كل عضو إلى سمته، والأمر للندب عند الجمهور وقال ابن دقيق العيد: ظاهر الخبر الوجوب، ومال إليه وأيده ابن القيم، وعليه فقيل هو فرض عين ، وقيل فرض كفاية .
أيها الاحباب: أن الله تعالى لا يشرع شيئًا إلا لحكمة ومصلحة . ذلك أن من أسمائه تعالى الحكيم "، وهو اسم تكرر في القرآن الكريم. فهو سبحانه حكيم فيما شرع وأمر، كما أنه حكيم فيما خلق وقدر. فهو لا يشرع شيئًا عبثًا ولا يخلق شيئًا باطلاً، كما قال أولو الألباب: (ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك).يقول الإمام ابن القيم: " والقرآن وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مملوءان من تعليل الأحكام بالحكم والمصالح وتعليل الخلق بهما، والتنبيه على وجود الحكم التي لأجلها شرع تلك الأحكام، ولأجلها خلق تلك الأعيان ".و من الحكم ما يخفى وجهها على بعض الناس، على حين يظهر ذلك لآخرين، وأن منها ما يخفى على الجميع لحكمة أيضًا هي الابتلاء والامتحان من الله لعباده، ليظهر من يطيع ربه ممن لا يطيع إلا عقله، ومن يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وحكمة أخرى هي أن يُعمل الناس فكرهم، ويبذلوا جهودهم لمحاولة استجلاء ما خفي عليهم من وجوه الحكم والمصالح، وفي هذا الاجتهاد واستفراغ الوسع في المعرفة مصالح كثيرة كانت تفوت لو أن الله تعالى اختصر عليهم الطريق، ونص على الحكمة والمصلحة من وراء كل ما خلق، وكل ما شرع نصًا مباشرًا دون أي جهد منهم.
والحكمة والمصلحة في ذلك، هي أن اتجاه الإسلام في آدابه عامة تتجه إلى ربط المسلم بالله في كل أحيانه، وعلى كافة أحواله، وينتهز لذلك الفرص الطبيعية والمناسبات العادية التي من شأنها أن تحدث وتتكرر كل يوم مرة أو مرات، ليذكر المسلم بربه، ويصله بحبله، فيذكره تعالى مسبحًا، أو مهللاً، أو مكبرًا، أو حامدًا، أو داعيًا. وهذا سر الأذكار والأدعية المأثورة الواردة عند ابتداء الأكل والشرب، وعند الفراغ منها، وعند النوم واليقظة، وعند الدخول والخروج، وعند ركوب الدابة ولبس الثوب، وعند السفر، والعودة منه . . . وهكذا. فلا غرابة أن يعلم المسلم إذا عطس أن يحمد الله، وأن يقول سامعه: يرحمك الله، وأن يرد عليه: يهديكم الله . . وبهذا تشيع المعاني الربانية في جو المجتمع المسلم، شيوعها في حياة الفرد المسلم.
أما تخصيص العاطس بالحمد، فالحكمة فيه أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ، الذي فيه قوة الفكر، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس، وبسلامته تسلم الأعضاء، فيظهر بهذا أنها نعمة جليلة، فلابد أن تُقابل بالحمد لله، لما فيه من الإقرار لله بالخلق والقدرة " وأما قول السامع " يرحمك الله، فقد أكد القاضي ابن العربي في ذلك: أن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق ونحوه، فكأنه إذا قيل له: يرحكم الله، كان معناه: أعطاك الله رحمة يرجع بها بدنك إلى حاله قبل العطاس، ويقيم على حاله من غير تغيير. وفيه إشارة إلى عظيم فضل الله على عبده فإنه أذهب عنه الضرر بنعمة العطاس . ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه، ثم الدعاء بالخير بعد الدعاء بالخير، وشرع هذه النعم المتواليات في زمن يسير فضلاً منه وإحسانًا
كما تحرص الآداب الإسلامية على ربط المسلم بإخوانه المسلمين. وبعبارة أخرى: على إشاعة معاني الإخاء والمحبة والتواد بين الناس . فهي التي تجعل للحياة طعمًا، وتعين على فعل الخير، وتطرد الكآبة والتعاسة من حياة الجماعة. أما الأنانية والفردية والحسد والبغضاء، فهي - كما سماها الرسول - داء الأمم وحالقة الدين. ولا عجب أن جاء أدب العطاس في هذا الخط، ليقر لونًا من ألوان " المجاملة " الاجتماعية الطيبة، التي تنافي الجفوة والتقاطع والهجران، وتثبت معاني التواصل والمودة والرحمة . قال ابن دقيق العيد: " ومن فوائد التشميت تحصيل المودة، والتآلف بين المسلمين، وتأديب العاطس بكسر النفس عند الكبر، والحمل على التواضع . . . " وكلها معان إنسانية جميلة.
وللعاطس حق التشميت ثلاث مرات فإن زاد فهو مزكوم ولا حق لة فى التشميت فعن النبى صلى الله علية وسلم قال " إذا عطس احدكمك فليشمتة جليسة فإن زاد عن ثلاث فهو مزكوم ولا تشميت بعد ثلاث"
وقد بين النبى صلى الله علية وسلم صفة التشميت وصفة الرد عليها فقال " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل لة اخوة او صاحبة يرحمك الله فإذا قال لة يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم" ومن العلوم أنه أثناء العطاس كما في السعال يخرج رذاذ من الفم، قد يكون محملا بالجراثيم الناقلة للأمراض، التي قد تعدي بعض من يتواجد مع العاطس، فيستحب للعاطس أن يغطي فمه وأنفه أثناء العطاس بمنديل أو حتى بثوبه، حتى لا يتسرب الرذاذ إلى الهواء المحيط به والناس من حوله.لذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الوقاية من قبل أن يعلم الناس عنها شيئا. فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس وضع يدة أو ثوبة على فية وخفض أو غطى صوتة"
واما بالنسبة لتشميت الكافر : فقد أخرج أبو داود وصححه الحاكم من حديث أبي موسى الأشعري قال كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول يرحمكم الله فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم قال ابن دقيق العيد: إذا نظرنا إلى قول من قال من أهل اللغة إن التشميت الدعاء بالخير دخل الكفار في عموم الأمر بالتشميت، وإذا نظرنا إلى من خص التشميت بالرحمة لم يدخلوا قال . قلت – القائل : ابن حجر - وهذا البحث أنشأه من حيث اللغة، وأما من حيث الشرع فحديث أبي موسى دال على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت، لكن لهم تشميت مخصوص وهو الدعاء لهم بالهداية وإصلاح البال وهو الشأن ولا مانع من ذلك، بخلاف تشميت المسلمين فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار.
وأما من عطس والإمام يخطب لا شك أن المسلم مأمور حالة خطبة الجمعة بالاستماع والإنصات وقطع الحركة فهو مأمور بشيئين : السكون والهدوء وعدم الحركة والعبث .ثانيًا : هو مأمور بالسكوت عن الكلام فيحرم عليه أن يتكلم والإمام يخطب ، ويحرم عليه كذلك أن يستعمل الحركة والعبث أو يمسح الحصى ويخطط في الأرض أو ما أشبه ذلك ، وما ذكرفى الحديث من قولة صلى الله علية وسلم(من مس الحصى فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له) فهوحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعنى لغا أنه ارتكب خطأ يُسبب إلغاء ثوابه فمعنى لغا ليس معناه أنه تبطل صلاته وأنه يؤمر بالإعادة ، وإنما معناه أنه لا ثواب له في تلك الصلاة .أما بالنسبة لتشميت العاطس ؟ فالجواب : أنه لا يشمت العاطس ولا يجوز للداخل والإمام يخطب أن يسلم ، وإذا سلم فإنه لا يجوز على من سمعه أن يرد عليه ؛ لأن الإنصات للخطبة واجب ، والكلام حال الخطبة يحرم ، ومن عطس فإنه يحمد الله في نفسه ولا يتكلم بذلك ولو تكلم وسمعه من بجانبه فإنه لا يشمته . ذكره ابن دقيق العيد ؛ فإنه يتعارض الأمر بتشميت من سمع العاطس والأمر بالإنصات لمن سمع الخطيب، والراجح الإنصات لإمكان تدارك التشميت بعد فراغ الخطيب ولا سيما إن قيل بتحريم الكلام والإمام يخطب. وعلى هذا فهل يتعين تأخير التشميت حتى يفرغ الخطيب أو يشرع له التشميت بالإشارة؟ فلو كان العاطس الخطيب فحمد واستمر في خطبته فالحكم كذلك وإن حمد فوقف قليلا ليشمت فلا يمتنع أن يشرع تشميته.
أيها الموحدون هذا الحديث الذى بين ايدينا يبين لنا حق المسلم على المسلم وأراد بة النبى صلى الله علية وسلم إرشاد الامة الى ما فية زيادة الاواصر بينها وزيادة الاخوة والمحبة كما أمرنا صلى الله علية وسلم بقولة " وكونوا عباد الله إخوانا"
وتشميت العاطس حق من حقوق المسلم على إخوانة من المسلمين كما قال سيدنا رسول الله صلى الله علية وسلم فى حديث اخر "حق المسلم على المسلم خمس" وفى رواية اخرى ست وذكرها النبى صلى الله علية وسلم وعد منها تشميت العاطس " فمن حق المسلم على المسلم أن يشمته إذا حمد الله ، أما غير المسلم ، ومن لم يحمد الله تعالى ، ومن كان مزكوما يكثر منه العطاس ، ومن يكره التشميت ، ومن كان مستغرقا في الدعاء ، أو في خطبة الجمعة فهؤلاء لا يشمتون. وهو فرض عين على كل من سمعة يحمد الله لقول النبى صلى الله علية وسلم " إن الله يحب العطاس ويكرة التثائب فإن عطس أحدكم وحمد الله كان حقا على كل من سمعة أن يقول لة يرحمك الله" فإن لم يحمد الله سقط حقة فى التشميت, فقد روى البخاري من حديث َ أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقيل له (قال الرجل شمت هذا ولم تشمتنى )، فقال: (إن هذا حمد الله، ولم تحمد الله)
رواى الإمام مسلم وغيره أن النبى صلى الله علية وسلم قال: ( إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه) ومعنى شمتوه أي ادعوا الله بأن يرد شوامته أي قوائمه أو سمته على حاله ؛ لأن العطاس يحل مرابط البدن ، ويفصل معاقده، فمعنى رحمك الله أى أعطاك رحمة ترجع بها إلى حالك الأول ، أو يرجع بها كل عضو إلى سمته، والأمر للندب عند الجمهور وقال ابن دقيق العيد: ظاهر الخبر الوجوب، ومال إليه وأيده ابن القيم، وعليه فقيل هو فرض عين ، وقيل فرض كفاية .
أيها الاحباب: أن الله تعالى لا يشرع شيئًا إلا لحكمة ومصلحة . ذلك أن من أسمائه تعالى الحكيم "، وهو اسم تكرر في القرآن الكريم. فهو سبحانه حكيم فيما شرع وأمر، كما أنه حكيم فيما خلق وقدر. فهو لا يشرع شيئًا عبثًا ولا يخلق شيئًا باطلاً، كما قال أولو الألباب: (ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك).يقول الإمام ابن القيم: " والقرآن وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مملوءان من تعليل الأحكام بالحكم والمصالح وتعليل الخلق بهما، والتنبيه على وجود الحكم التي لأجلها شرع تلك الأحكام، ولأجلها خلق تلك الأعيان ".و من الحكم ما يخفى وجهها على بعض الناس، على حين يظهر ذلك لآخرين، وأن منها ما يخفى على الجميع لحكمة أيضًا هي الابتلاء والامتحان من الله لعباده، ليظهر من يطيع ربه ممن لا يطيع إلا عقله، ومن يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وحكمة أخرى هي أن يُعمل الناس فكرهم، ويبذلوا جهودهم لمحاولة استجلاء ما خفي عليهم من وجوه الحكم والمصالح، وفي هذا الاجتهاد واستفراغ الوسع في المعرفة مصالح كثيرة كانت تفوت لو أن الله تعالى اختصر عليهم الطريق، ونص على الحكمة والمصلحة من وراء كل ما خلق، وكل ما شرع نصًا مباشرًا دون أي جهد منهم.
والحكمة والمصلحة في ذلك، هي أن اتجاه الإسلام في آدابه عامة تتجه إلى ربط المسلم بالله في كل أحيانه، وعلى كافة أحواله، وينتهز لذلك الفرص الطبيعية والمناسبات العادية التي من شأنها أن تحدث وتتكرر كل يوم مرة أو مرات، ليذكر المسلم بربه، ويصله بحبله، فيذكره تعالى مسبحًا، أو مهللاً، أو مكبرًا، أو حامدًا، أو داعيًا. وهذا سر الأذكار والأدعية المأثورة الواردة عند ابتداء الأكل والشرب، وعند الفراغ منها، وعند النوم واليقظة، وعند الدخول والخروج، وعند ركوب الدابة ولبس الثوب، وعند السفر، والعودة منه . . . وهكذا. فلا غرابة أن يعلم المسلم إذا عطس أن يحمد الله، وأن يقول سامعه: يرحمك الله، وأن يرد عليه: يهديكم الله . . وبهذا تشيع المعاني الربانية في جو المجتمع المسلم، شيوعها في حياة الفرد المسلم.
أما تخصيص العاطس بالحمد، فالحكمة فيه أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ، الذي فيه قوة الفكر، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس، وبسلامته تسلم الأعضاء، فيظهر بهذا أنها نعمة جليلة، فلابد أن تُقابل بالحمد لله، لما فيه من الإقرار لله بالخلق والقدرة " وأما قول السامع " يرحمك الله، فقد أكد القاضي ابن العربي في ذلك: أن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق ونحوه، فكأنه إذا قيل له: يرحكم الله، كان معناه: أعطاك الله رحمة يرجع بها بدنك إلى حاله قبل العطاس، ويقيم على حاله من غير تغيير. وفيه إشارة إلى عظيم فضل الله على عبده فإنه أذهب عنه الضرر بنعمة العطاس . ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه، ثم الدعاء بالخير بعد الدعاء بالخير، وشرع هذه النعم المتواليات في زمن يسير فضلاً منه وإحسانًا
كما تحرص الآداب الإسلامية على ربط المسلم بإخوانه المسلمين. وبعبارة أخرى: على إشاعة معاني الإخاء والمحبة والتواد بين الناس . فهي التي تجعل للحياة طعمًا، وتعين على فعل الخير، وتطرد الكآبة والتعاسة من حياة الجماعة. أما الأنانية والفردية والحسد والبغضاء، فهي - كما سماها الرسول - داء الأمم وحالقة الدين. ولا عجب أن جاء أدب العطاس في هذا الخط، ليقر لونًا من ألوان " المجاملة " الاجتماعية الطيبة، التي تنافي الجفوة والتقاطع والهجران، وتثبت معاني التواصل والمودة والرحمة . قال ابن دقيق العيد: " ومن فوائد التشميت تحصيل المودة، والتآلف بين المسلمين، وتأديب العاطس بكسر النفس عند الكبر، والحمل على التواضع . . . " وكلها معان إنسانية جميلة.
وللعاطس حق التشميت ثلاث مرات فإن زاد فهو مزكوم ولا حق لة فى التشميت فعن النبى صلى الله علية وسلم قال " إذا عطس احدكمك فليشمتة جليسة فإن زاد عن ثلاث فهو مزكوم ولا تشميت بعد ثلاث"
وقد بين النبى صلى الله علية وسلم صفة التشميت وصفة الرد عليها فقال " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل لة اخوة او صاحبة يرحمك الله فإذا قال لة يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم" ومن العلوم أنه أثناء العطاس كما في السعال يخرج رذاذ من الفم، قد يكون محملا بالجراثيم الناقلة للأمراض، التي قد تعدي بعض من يتواجد مع العاطس، فيستحب للعاطس أن يغطي فمه وأنفه أثناء العطاس بمنديل أو حتى بثوبه، حتى لا يتسرب الرذاذ إلى الهواء المحيط به والناس من حوله.لذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الوقاية من قبل أن يعلم الناس عنها شيئا. فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس وضع يدة أو ثوبة على فية وخفض أو غطى صوتة"
واما بالنسبة لتشميت الكافر : فقد أخرج أبو داود وصححه الحاكم من حديث أبي موسى الأشعري قال كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول يرحمكم الله فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم قال ابن دقيق العيد: إذا نظرنا إلى قول من قال من أهل اللغة إن التشميت الدعاء بالخير دخل الكفار في عموم الأمر بالتشميت، وإذا نظرنا إلى من خص التشميت بالرحمة لم يدخلوا قال . قلت – القائل : ابن حجر - وهذا البحث أنشأه من حيث اللغة، وأما من حيث الشرع فحديث أبي موسى دال على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت، لكن لهم تشميت مخصوص وهو الدعاء لهم بالهداية وإصلاح البال وهو الشأن ولا مانع من ذلك، بخلاف تشميت المسلمين فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار.
وأما من عطس والإمام يخطب لا شك أن المسلم مأمور حالة خطبة الجمعة بالاستماع والإنصات وقطع الحركة فهو مأمور بشيئين : السكون والهدوء وعدم الحركة والعبث .ثانيًا : هو مأمور بالسكوت عن الكلام فيحرم عليه أن يتكلم والإمام يخطب ، ويحرم عليه كذلك أن يستعمل الحركة والعبث أو يمسح الحصى ويخطط في الأرض أو ما أشبه ذلك ، وما ذكرفى الحديث من قولة صلى الله علية وسلم(من مس الحصى فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له) فهوحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعنى لغا أنه ارتكب خطأ يُسبب إلغاء ثوابه فمعنى لغا ليس معناه أنه تبطل صلاته وأنه يؤمر بالإعادة ، وإنما معناه أنه لا ثواب له في تلك الصلاة .أما بالنسبة لتشميت العاطس ؟ فالجواب : أنه لا يشمت العاطس ولا يجوز للداخل والإمام يخطب أن يسلم ، وإذا سلم فإنه لا يجوز على من سمعه أن يرد عليه ؛ لأن الإنصات للخطبة واجب ، والكلام حال الخطبة يحرم ، ومن عطس فإنه يحمد الله في نفسه ولا يتكلم بذلك ولو تكلم وسمعه من بجانبه فإنه لا يشمته . ذكره ابن دقيق العيد ؛ فإنه يتعارض الأمر بتشميت من سمع العاطس والأمر بالإنصات لمن سمع الخطيب، والراجح الإنصات لإمكان تدارك التشميت بعد فراغ الخطيب ولا سيما إن قيل بتحريم الكلام والإمام يخطب. وعلى هذا فهل يتعين تأخير التشميت حتى يفرغ الخطيب أو يشرع له التشميت بالإشارة؟ فلو كان العاطس الخطيب فحمد واستمر في خطبته فالحكم كذلك وإن حمد فوقف قليلا ليشمت فلا يمتنع أن يشرع تشميته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق